جريمة السطو المسلّح والسرقة بالإكراه وفرض
الإتاوة على القائمين على هذا العمل الفني التطبيلي الواعد ليست بغريبة علينا
خصوصاً في حالة الغياب المعهود والدائم لقوّات الشرطة عن المشهد الأمني في الشارع المصري
الكائن بواحة الأمن والأمان وذلك بسبب تفرّغها الكامل لمحاربة الإخوان الإرهابيين
وفرض سيطرة الحكومة على باقي الشعب الخرسيس النرسيس الأدب سيس وإعلاء أمن النظام وصالحه
فوق أمن المواطن ومصلحته.
ولكن الغريب هو القبض على المخرج "حسني
صالح" وهو واحدٌ من المجني عليهم الذين تمّت سرقتهم وترويعهم والاعتداء عليهم
بتهمة نشر أخبار كاذبة مغلوطة (رغم أن الواقعة حدثت بالفعل) وإشاعة الجو التشاؤمي
وإثارة البلبلة (البلبلة هي مؤنث البلبل .. بالبلدي كده نتاية طائر البلبل) بين
جموع الشعب المصري لأنه انسحب من لسانه وأحرج القيادات الأمنيّة وأدلى بتصريحات
صحفيّة وكتب منشورات في وسائل التواصل الاجتماعي ناشد فيها تلك القيادات (الذين
كانوا على علم مسبق بموعد ومكان التصوير ولم يحرّكوا ساكناً ولم يبعثوا بمرافقين
من الشرطة لتأمين طاقم العمل رغم حصولهم على التصريح اللازم للتصوير بعد أداء
الرسوم ودفع المعلوم) أن يهتمّوا بتلك الحادثة بعدما لاقاه في البداية من تجاهل
لبلاغه الرسمي في قسم شرطة أوّل أكتوبر رغم سهولة مهمّة الشرطة في القبض على
الجناة وإعادة المسروقات لأن المخرج المذكور سلّم للشرطة تسجيلاً واضحاً لإحدى
الكاميرات التي كانت دائرة بالصدفة في سيّارته ويظهر فيها هؤلاء الجناة (الذين لم
يتنبّهوا لوجود تلك الكاميرا) بوجوههم وهيئتهم وسيّاراتهم بالتفصيل ممّا سهّل
عمليّة التعرّف والقبض على اثنيْن منهم فقط وجاري البحث عن الـ 18 الآخرين.
والأغرب والأعجب هو أن المخرج المسروق اعترف
في التحقيقات بجريمته النكراء في حق "مصر" وأهلها رغم أن الشرطة لم
تتحرّك إلا بعد انتشار تفاصيل الحادث على وسائل التواصل الاجتماعي .. وبرّر المخرج
خطيئته الشنعاء بأنه عندما نشر هذه الأخبار الصحيحة المغلوطة وتلك الأنباء الصادقة
الكاذبة لم يكن يعلم وقتها باتخاذ قسم الشرطة للإجراءات اللازمة لكشف غموض تلك
الجريمة الواضحة ولم يكن يدرك أن أفراد الشرطة ستتمكّن من القبض (فيما بعد) على
اثنيْن من المتهمين (من أصل 20) في برهانٍ جديد على أن الشرطة المصريّة هي العيْن
الساهرة على حماية الوطن والمواطنين .. أبقاها الله ذخراً لنا لتنشر في ربوع الوطن
الأمن والأمان وعلى الأرض السلام وبالناس المسرّة.
ملحوظة:
أشاع بعض الخبثاء أن ذلك المخرج الآثم قد تم احتجازه في نفس المكان الذي احتُجِز فيه المتهمان المقبوض عليهما في تلك الجريمة ممّا أتاح للأخيريْن أن يفعلا بالأوّل الجُلّاشة الصَح داخل الحجز .. فهنيئاً لهم وربّنا يديم معروف الشرطة علينا جميعاً.