"سفاح كرموز" | الفصل السادس (2)
واقترب الشاهد -
الذي كان يشهد زوراً لينقذ شريكه ورب نعمته - من منصّة القضاة وبدأ القاضي في
استبيان شهادته بعد التوثّق من شخصيّته فدار بينهما هذا الحوار:
- قول واللهِ العظيم
اقول الحق.
- واللهِ العظيم
اقول الحق.
- تشهد بإيه يا
"حسبو".
- آآ ..أشهد بإن وقت
الجريمة اللي متهمين فيها سي "سعد" .. إنه كان معايَّ ف الشونة بننضّفها
وبنرص أتواب القماش.
- وخلّصتوا إمتى؟
- قعدنا نشتغل لغاية
نص الليل .. وبعدين نمنا ف الشونة .. ورجعنا كمّلنا تاني يوم الصُبح.
- يعني ما سابكش
وراح هنا ولّا هنا؟
- لا يا حضرة القاضي
.. كان إيده بإيدي ف كل حاجة.
- هل لديك أقوال
أخرى؟
- آه يا افندينا ..
عايز اقول إن المعلّم "سعد" طيّب وغلبان وما يعرفش يدبح فرخة حتى.
- طيّب خلاص ..
النيابة عايزة تسأل الشاهد؟ .. ها؟ .. لأ .. طب الدفاع يتفضّل.
واستكمل الدفاع مرافعته
فقال مجلجلاً:
- لا أحتاج سيادة
القاضي لمناقشة شاهد النفي فشهادته واضحة وضوح الشمس في كبد السماء .. ولكني أطلب
من هيئة المحكمة الموقّرة إن يتسع صدرها لي لأناقش شاهدة الإثبات في شهادتها بعد
أن تستمع لها المحكمة وتناقشها النيابة.
ودنت
"قطقوطة" من القاضي الذي استوثق من بياناتها وطلب منها حلف اليمين ثمّ
سمع شهادتها ثمّ ناقشتها النيابة في بعض النقاط لتؤكّد لهيئة المحكمة صحّة شكوكها
في ارتكاب المتّهم لهذه الجريمة الفظيعة، ثم انبرى "ألبرت بدّار"
المحامي فرفع عقيرته ليرهب "قطقوطة" فسألها:
- قولي لي يا ست
الكُل .. إنتي قلتي إنك طلعتي تطّمني على الحاجّة "بَمبَة" الله يرحمها
وبالمرّة تستلفي منها شويّة جاز تِملي بيهم لمبة الجاز بتاعتِك .. صح؟
- أيوه.
- طب ما اشتريتيش
جاز ليه لمّا لقيتيه خلص من عندِك؟
- كانت الدنيا ليّلت
وعم "عطيّة" البقّال كان قفل.
- يعني انتي روحتي
له لقيتيه قافِل؟
- لأ .. انا بصّيت
عليه م الشبّاك لقيته قافِل.
- متأكّدة؟
- متهيّأ لي كده.
- متهيّأ لِك! .. يا
بنتي ده فيه رقبة واحد ح تطير من تحت راسِك .. وانتي بتقولي لي متهيّأ لِك!
واعترضت النيابة على
أسلوب الدفاع في مناقشة الشاهدة وقَبِل القاضي اعتراضها فاعتذر الدفاع وواصل:
- أصل عم
"عطيّة" قال في التحقيقات إنه ما قفلش يوميها إلّا لمّا البوليس جا بعد
اكتشاف الجريمة علشان خاف المحل بتاعه يتكسّر م الزحمة .. يعني ساعتها كان فاتح مش
قافل.
- مش عارفة.
- (في أداء تمثيلي
فج) آه .. مش عارفة .. قلتي لي .. آآآه .. مش عارفة .. طيّب مش مهم .. قولي لي يا
"قطقوطة" .. هيَّ اللمبة بتاعتِك اللي طلعتي بيها للحاجّة كانت نمرة
كام؟
- نمرة خمسة.
- يعني صغيّرة.
- أيوه.
- وكان فيها جاز قد
إيه؟
- يا دوبك لحسة.
- يعني الفتيل أو
الشريط بتاعها كان قرّب ينشف؟
- تقريباً.
- معنى كده إن النور
بتاع اللمبة كان ضعيف .. ومعناه برضه إن اللمبة كانت بتهبّب والهباب غطّى البنّورة
بتاعة اللمبة .. يعني م الآخر كده النور كان مش ولا بُد .. صح.
- آه .. شويّة.
- ويا ترى بير
السلّم كان منوّر؟
- لأ .. لسّه ما
كانش حد نوّره.
- طب وشقّة الحاجّة "بَمبَة"
كانت منوّرة؟
- الفَسَحة لأ .. بس
لمّا دخلت الشقّة لمحت نور بسيط كان جاي من أوضة نوم الحاجّة الله يرحمها.
- الله يرحمها ..
يعني ما كانش فيه مصدر للإنارة غير اللمبة الشاحبة بتاعتِك دي .. صح؟
- نعم؟
- قصدي ما كانش فيه
نور غير نور اللمبة المدغمسة بتاعتِك دي .. صح؟
- آه.
- وانتي بقى قدرتي
تشوفي وتتأكّدي من إن اللي كان طالع من شقّة الحاجّة هوَّ المتهم اللي قصادِك ده.
- آه أنا متأكّدة.
- تمام .. باين
عليكي ذاكرتِك قويّة ولمّاحة .. طب قولي لي .. إنتي شفتي المتّهم كام مرّة قبل
كده؟
- مرّتين.
- قعدتي معاه ..
يعني أخدتي واديتي معاه ف الكلام؟
- لأه طبعاً.
- أومّال شفتيه
ازّاي ف المرّتين دول؟
- أوّل مرّة شفته
بيتسحّب قبل الفجر طالع م العمارة .. وتاني مرّة كنت مواربة باب شقّتي وشفته وهوَّ
طالع "لفاطنة" بعدها بكام يوم.
- يعني ف كل مرّة
شفتيه لمدّة ثواني .. خطف يعني .. طيّب جاوبيني ع السؤال ده: صحيح انتي كنتي ح
تموتي ف المستشفى؟
- آه .. لوما ستر
ربنا .. ولوما وقفة الدكتور "صمويل" جنبي بعد ربنا .. الله يحميه
لشبابه.
- والدكتور
"صمويل" ده انتي عارفاه كويّس.
- طبعاً .. ده كان
بييجي لي يوماتي ويسهر جنبي على طول.
- وآخر مرّة شفتيه
إمتى؟
- من حوالي أسبوع.
- إنتي بتعرفي تقري
وتكتبي؟
- (بافتخارٍ
واعتداد) لأ .. بس معايا خِتم بإسمي .. وباعرف أبصم.
- طيّب لو ورّيت لِك
شويّة بطايق شخصيّة وعائليّة .. تقدري تعرفي بطاقته من صورته؟
- معلوم .. أنا
نبيهة وبالقطها وهيَّ طايرة.
- طيّب ورّينا شطارتِك.