الإعلام المصري بين تغييب الواقع وتغييب العقول
يرى البعض أن أحمد موسى ومصطفى بكري وعمرو أديب ولميس الحديدي ومعتز مطر ومحمد ناصر وحمزة زوبع وأقرانهم يتسبّبون في تراجع الشعب المصري وإعاقة تنويره بمصالحه بل يكرّسون لانقسام المجتمع المصري وزيادة حدة الاستقطاب والخلاف بين أفراده ويقومون بغسل أدمغة بسطاء الناس بأكاذيب وأخبار مختلقة تنافي الحقيقة والواقع لتحقيق أهداف من يعملون لديهم أو ينافقونهم .. وبالطبع فإن هذا الرأي سديد ولا يخلو أبداً من وجاهة ولكنني أرى أن إعلاميين آخرين من عينة عمرو الليثي ومحمود سعد وريهام سعيد ومنى الشاذلي ووائل الإبراشي (الذين هجروا السياسة واتجهوا لمناقشة المواضيع المثيرة) هم أشد خطراً وأكثر ضرراً على الوطن والمواطنين من النوعية السابقة (الذين احترقوا بالفعل بعد أن أدرك معظم الناس حقيقتهم وكشفوا عن مقصدهم) .. فالسيد عمرو بعد أن آثر السلامة وخلع رداء النقد السياسي وابتعد عن الخوض في عش الدبابير منذ حادثة سائق التوكتوك الذي انتقد أوضاع المصريين السيئة وبعد أن تعلّم الدرس جيداً أصبح يروّج للدجل والخرافات لتحقيق نسب مشاهدة عالية تثبت وجوده .. وهو بذلك يساهم بنصيبٍ وافر في تغييب العقول وتسطيح الفكر وزعزعة الإيمان بالدين بحجة رصد الظواهر المختلفة في المجتمع ومناقشتها ودراستها علمياً للسعي وراء الحقيقة .. أضحى السيد عمرو من الأدوات المستترة لإلهاء الناس وأمسى من هؤلاء الداعين للتخلّف والجمود وبات في حضن من يريدون تنويم الناس في الغيبوبة دون استفاقة .. ولم يعد واحداً من الناس بل صار واحداً من خادعي الناس.