أعلن مصدرٌ مسؤول بوزارة السياحة أن
"مصر" تكلّفت 55 مليون جنيه نظير إقامة 17 ألفاً من السيّاح الأوكرانيّين
الذين علقوا خارج بلادهم أثناء قضائهم لرحلات سياحيّة في بعض المدن المصريّة ..
هذا بخلاف الملايين الأخرى التي (لم يتم تحديدها) تحمّلتها الدوْلة المصريّة (اللي هيَّ أموال
المصريين بالأساس) مقابل نقل هؤلاء السيّاح إلى دول جوار "أوكرانيا" حيث
أشار المصدر إلى أن وزارة السياحة والآثار بالتنسيق مع وزارة الطيران المدنى
وشركتيْ "مصر للطيران" و"اير كايرو" قاموا مبدئيّاً بتسيير نحو
40 رحلة طيران (31 رحلة من "شرم الشيخ" و9 من "الغردقة") لنقل
10 آلاف أوكراني خلال الفترة من 4 إلى 11 مارس الماضي على أن تُستكمَل باقي
الرحلات في وقتٍ لاحق موضّحاً أنه يجرى محاسبة شركات الطيران وفقاً لسعر صرف
الدولار مقابل الجنيه .. والغريب أن معالي المصدر المسؤول لم يزغرد أي زغرودة ولوْ
قصيرة بعد انتهاء تصريحه الهام على الرغم من أنه هو ووزارته وحكومته مش غرمانين
حاجة.
يأتي هذا التصرّف الكريم والمعاملة البحبوحة
من الحكومة المصريّة الفقيرة تجاه السيّاح الأوكرانيين الأغنياء:
-
في نفس الوقت الذي تكاسلت فيه نفس الحكومة عن
ترحيل غالبيّة الطلبة المصريين العالقين في "أوكرانيا" واكتفت فقط بنُصْح
أهاليهم بتدبّر شؤونهم والعوْدة على نفقتهم
الخاصة لعدم وجود مخصّصات ماليّة تسمح بتحمّل هذه التكاليف الباهظة.
-
بعد أقل من عاميْن
على عدم السماح للمصريين العالقين بالخارج من العوْدة لوطنهم "مصر" إلّا
بعد التعهّد كتابيّاً بدفع تكاليف ترحيلهم بالطيران مع إلزامهم بالحجر الصحي على
نفقتهم الشخصيّة في بعض الفنادق المحدّدة نظير رسوم إعاشة تتراوح من ألف إلى ألفيْن
جنيه مصري (رغم شكوى المصريين من سوء الإقامة والمغالاة في فواتيرها وتربُّح
الدوْلة من وراء ذلك) بخلاف التكاليف الطبيّة.
وبهذه المناسبة السعيدة (للأوكرانيّين بالطبع والذين لم يردوا هذا الجميل لـ"مصر" وظلّوا يعاملون المصريين في بلدهم بمنتهى العنصريّة دون أي اعتراض من المسؤولين المصريّين) يتقدّم المواطنون المصريّون اللاجئون داخل وطنهم إلى حكومتهم الرشيدة بالشكر أوّلاً لكرمها تجاه الأخوة الأوكرانيّين ثم بالرجاء ثانياً لمعاملتهم بالمثل ثم بالتذكير ثالثاً ببعض أمثالنا الشعبيّة الأصيلة المذكورة في مقالٍ سابق ثم أخيراً بالدعوة عليها (بعد كشف الرأس مسبقاً) بألّا يحوجهم الله لها وبأن يشفي الكلاب ويضرّها .. قادر يا كريم.