خبر
أخبار ملهلبة

الفقر جميل فعلاً أم الغِنى هو الأجمل | دراسة مقارنة بين المديونير والمليونير



كلمة ونص


  الفقر جميل للي عايش فيه

 

 

اعتاد الأغنياء في كل مكان بالعالم على إيهام الفقراء بأن الفقر نعمة والغِنى نقمة كي يخفّفوا من حدة الصراع بين الطبقات ويبعدوا فكرة ثورة الجياع عن مخيّلتهم فيستمرون في استغلال الفقراء لتتسع الفجوة بين الغني الذي يزداد ثراءً وبين الفقير الذي يزداد احتياجاً دون وقوع ما يعكّر صفو الأغنياء في استمتاعهم بحياتهم الرغدة ورفاهيتهم الفاحشة.

والغريب أن الفقراء صدّقوا تلك الفرية المزعومة وصاروا يؤمنون بأن الفقير موفور الصحة - خالي البال - سعيد الحال - مرتاح في عيشته الهنيّة - محبوب من الرب والعبد لأخلاقه الحميدة .. وأن الغني على النقيض فيعاني الأمراض ويحمل الهموم الثقيلة ويشكو التعاسة ويشقى في حياته المتعبة ويثير غضب ربه ومخالطيه بسبب خلقه المذموم وعاداته القميئة.

وللأسف فإن الحقيقة على خلاف ما يعتقده الفقراء تماماً ؛ فأغلب الأغنياء - بمساعدة أموالهم - قادرون على المحافظة على صحتهم والعلاج من الأمراض التي قد تصيبهم وشراء وسائل السعادة لهم ولأولادهم وعمل الصالحات التي تجلب لهم رضا الله وشكر عباده .. أمّا الفقير فهو يعاني من أمراض سوء التغذية ونقص المناعة ولا يجد العلاج الناجع لغلو سعره وارتفاع تكاليفه ويبيت ليله ساهداً ساهراً يفكّر في كيفية سداد ديونه وتلبية مطالب أسرته ويضيّع عمره وهو يكدح متعباً في عمله لتوفير الكفاف لأولاده بل وربما تمتد يده لتسرق ما ينتشله من ضياعه فيخسر دنياه وآخرته.

أمّا الآن في مصر فقد سلك أغنياؤنا مسلكاً جديداً وزادوا على ما سبق وابتكروا فوقه ؛ فإذا ما اشتكى الفقراء الحرمان والعوَز صار الأغنياء يعيّرونهم ويهددونهم بالقوْل : "احمدوا ربنا .. مش أحسن ما تبقوا زي ليبيا واليمن وسوريا والعراق" .. ولا حوْل ولا قوّة إلا بالله.

google-playkhamsatmostaqltradent