العمّة يامنة
والله وشِبْت يا "عبد الرُحمن"
عَجّزت يا واد؟
مُسْرَعْ؟
ميتى وكيف؟
عاد اللي يعجّز ف بلادُه
غير اللي يعجّز ضيف
هَلَكوك النِسوان؟
شُفْتَك مَرّة ف التَلَفَزيون
ومَرّة ورّوني صورتَك ف الجورنان
قُلت: كِبِر "عبد الرُحمن"
أومّال انا على كِده مُت بقى لي ميت حول
والله خايفة يا وليدي القَعْدَة لتطول
مات الشيخ "محمود"
وماتَت "فاطنة ابْ قَنديل"
واتباع كَرْم "ابْ غبّان"
وانا لِسّه حيّة
وباين لِسّه ح احيا كمان وكمان
عِشْت كَتير
عِشت لحَد ماشُفتَك عجّزت يا "عبد الرُحمن"
وقالوا لي قال خَلَّفت
وانت عَجوز خلَّفت يا اخوي!؟
وبنات!؟
أومّال كُنت بتعمل إيه ..
طيلة العُمْر اللي فات!؟
ده الوقت ما فُقْت؟
وجايبهم دِلْوكْ تعمِل بيهم إيه؟
على كلٍّ ..
أهي ريَحة مِن ريحتَك ع الأَرْض
يونسُّوا بعض
ماشي يا "عبد الرُحمن"
أهو عِشنا وطُلْنا مِنّك بَصّة وشَمّة
دِلْوَك بَس ما فكّرت ف "يامنة" وقُلْت يا عَمّة؟
حبيبي انت يا "عبد الرُحمن"
واللهِ حبيبي .. وتِتْحَب
على قَد ماسارقاك الغُربة
لَكن لِك قَلْب
مِش زَي ولاد الكَلْب
اللي نِسيونا زَمان
حِلْوَة مَرَتَك وعوَيْلاتَك؟
ولّا شَبَهنا؟
سَمَيتهُم إيه؟
قالوا لي: "آية" و"نور"
ما عَرِفْت تجيب لَك حِتّة واد؟
ولّا ع اقول لَك :
يَعني اللي جِبناهُم نِفعونا ف الدِنيا بإيه!
غيرشي الإنسان مَغرور
ولِسّه "يامنة" ح تعيش وح تِلْبِس ..
لمّا جايب لي قَطيفة وكَستور؟
كُنت اديتهُم لي فلوس
أشتري للرُكبَة دهان
أبّاي! .. ما مجلّع قَوي يا "عبد الرُحمن"
طب ده انا ليّا سِت سنين
مَزروعة ف ضَهر الباب
لَمْ طَلّوا عليّا أَحِبّة ولا أَغْراب
خَلّيهُم .. ينفَعوا
أعمِلْهُم أكفان
كَرْمَش وِشّي؟
فاكِر "يامْنة" وفاكِر الوِش؟
إوْعَى تصَدِّقها الدِنيا
غِش ف غِش
إذا جاك الموت يا وليدي
موت على طول
اللي اتخَطَفوا فِضْلوا أَحباب
صاحيين ف القَلْب
كَإن ماحَدّش غاب
واللي ماتوا حِتّة حِتّة
ونِشْفوا وهمَّ حَيّين
حتى سَلامُ عليكم مِش بتعَدّي
مِن بَرَّه الاعتاب
أَوَّل ما يجيك الموت .. افتح
أَوّل ما ينادي عَليك .. إجلح
إنتَ الكَسْبان
إوْعَى تِحْسِبها حساب
بَلا واد .. بَلا بِت
ده زَمَن يوم ما يُصْدُق .. كَدّاب
سيبها لهُم بالحال والمال وانْفِد
إوْعَى تبُص وَراك
الوِرث .. تراب
وحيطان الأَيّام .. طين
وعيالَك - بيك مِش بيك - عايشين
يووه يا "عبد الرُحمن"
مِشوار طَوْلان
واللي يطوِّله يوم عن يومه - يا حبيبي - حمار
الدَوا عاوْزاه لوَجيعِة الرُكْبَة
مش لطوالِة العُمْر
إوْعَى تصدّق أِلْوانها صُفْر وحُمْر
مِش كُنت جَميلة يا واد؟
مِش كُنت وكُنت
وجَدَعَة تخاف مني الرِجّال
لَكِن فين شُفتوني
كُنتوا عيال
بَناتي "رَضيّة" و"نَجيّة" ماتوا
وراحوا
وانا اللي قَعَدت
طيِّب يا زَمان
إوْعَى تعيش يوم واحِد بَعد عيالَك
إوْعَى يا "عبد الرُحمن"
ف الدِنيا أَوْجاع وهموم أَشْكال والْوان
الناس مابتعرِفهاش
أَوْعَرهم لو ح تعيش
بَعد عيالَك ما تموت
ساعِتها بَسْ
ح تعرِف إيه هُوَّ الموت
أَوّل ما يجي لَك نُط
لِسّه بتِحكي لهُم – بَحري - حكاية
"فاطنة" و"حراجي القُط"؟
أَبّاي .. ماكُنت شَقي وعَفريت
مِن دون كل الوَلَدات
كُنت مخالِف .. بِرّاوي
وكُنت مخَبّي ف عينيك السِحراوي
تَمَلّي حاجات
زَيْ الحِدّاية
تِخوّي ع الحاجَة وتطير
مِن صُغْرَك بضوافِر واعْرَة ومَناقير
بَسْ ما كُنْتِش كَدّاب
وآديني استَنّيت ف الدِنيا
لَمّا شَعْرَك شاب
قِدِم البيت؟
اتهَدِّت قبله بيوت وبيوت
وأَصيل هوَّ
مِسْتَنّيني لَمّا أَموت
ح تيجي العيد الجاي؟
واذا جيت
ح تجيني لجاي؟
وح تِشْرَب مع "يامنة" الشاي؟
.....: ح اجي يا عَمَّة
وجيت .. لا لقيت "يامنة" ولا البيت