عندما تلتقي بيضة ممشّشة ببيضة متحجّرة
"البيضة الأولى":
من مواليد 1974 ، بدأ مسيرته في الإعلام بفضل
توصيات والده وعلاقات أخيه، وكانت أهم البرامج التي شارك فيها "البيض
بيضك" على التليفزيون المصري حتى جاب دُرَف البرنامج بسبب توقّفه نهائيّاً، ثم
"مصر النهار ده" على التليفزيون المصري أيْضاً حتى جاب دُرَف البرنامج
بسبب إلغائه من الأساس، ثم "تحيا مصر" على قناة
"LTB" حتى جاب دُرف القناة نفسها بسبب إفلاسها وعدم
تمكّنها من دفع إيجار التردد، ثم "تحيا مصر" أيْضاً على قناة
"المحور بلاس" حتى جاب دُرف البرنامج والقناة معاً، وظلَّ الرجل على هذا
المنوال: برنامج يشيله وبرنامج يحطّه وقناة تجيبه وقناة توديه إلى أن استقر به
المقام في برنامج "آخر النهار" على قناة "النهار"، وخلال هذه
الفترة تم إيقافه عام 2016 بسبب عدم قيده بجدول نقابة الإعلاميين وعدم حصوله على
ترخيص لمزاولة المهنة (في إجراء تأديبي معتاد لمَن يخرج عن سياق التعليمات
المُرسَلة للإعلاميين من جهاز سامسونج العجيب) ومن يوميْن فقط تم الحكم عليه
بسنتين سجن و 50 ألف جنيه لإيقاف التنفيذ مع غرامة 40 ألف جنيه كتعويض
مبدئي لعارضة الأزياء التي تحرّش بها لفظيّاً وشبّهها بـ"محمد رمضان".
"البيضة الثانية":
من مواليد 1933 ، يعني عنده 88 سنة، أي أكبر من "برج القاهرة" وأقدم من "حرب الموز" وأعرق من "الإذاعة المصريّة" وأتلد من "برازيليا" عاصمة "البرازيل" وأكثر تعتيقاً من أيتها ماركة خمور على وجه البسيطة، ورغم انتهاء تاريخ صلاحيته بنهاية القرن الماضي إلّا أن الله أطال في عمره ومطَّ في حياته ليجعله عبرةً وعقاباً لأولي الألباب واللهمَّ لا اعتراض على حُكمك وحكمتك، وقد عاصر هذا الـ"مفيد" (الذي هو في غاية الضرر الآن) جميع عصور مصر الحديثة من حُكم "الملك فؤاد – الملك فاروق – الرئيس محمد نجيب – الرئيس جمال عبد الناصر – الرئيس أنور السادات – الرئيس حسني مبارك – الرئيس محمد مرسي – الرئيس عدلي منصور – الرئيس عبد الفتاح السيسي"، والغريب أنه اجتاز كل هذه العهود وهو وثيق الصلة بدوائر الحكم وحائز على ثقة المسؤولين وكبار رجالات الدوّلة وهو ما فشل فيه كل الإعلاميين الذين كانوا محسوبين على عهد أو عهدين بالأكثر دون غيره أو دون غيرهما ممّا يعني مهارة الرجل في التلوّن حسب كل عهد ومسايرة أي وسط يتواجد به كأي حرباء مخضرمة أصيلة تنتمي لسلالات عريقة من الزواحف البيوض، إلى أن استمر وانتشر وتوغّل حتى عصرنا الكئيب الحالي فواصل بث سموم أفكاره المهترئة بين أفراد شعبنا التَعِس التاعِس التَعيس المتعوس.
ولأن البيضات على أشكالها تقع ولأن المواطن المصري ما لهوش بخت حتى في إعلامه الرديء ولأن الدوْلة تفضّل دائماً استعمال اللبوس كوسيلة مجرّبة لتطعيم شعبها ضد أفكار الحريّة والعدالة والكرامة البغيضة فقد تجمّعت كل الظروف على لقاء البيضة الممشّشة الأولى بالبيضة المتحجّرة الثانية في فقرة "أومليت" ضمن فقرات البرنامج "البريشت" الذي يجمعهما والتي تتكرّر دوْريّاً في فترات متقاربة دون إعطاء المشاهد أي فرصة للاستشفاء وتجميع شتات مرارته المفقوعة (مشّيها مرارة المرّة دي) من آثار جرعة الثنائي المركّزة المليئة بغاز كبريتيد الهيدروجين والتي فيها سمٌ قاتل كافي لقتل جميع قاطني "دير النحّاس" .. ولا حوّل ولا قوّة إلا بالله.