جلالة الحمار
قُوتُ عِيالِنا هُنا
يُهدِرُهُ جَلالةُ
الحِمار
في صالةِ القِمار
وكُلُّ حقّهِ بهِ
أنَّ بَعيرَ جَدِّهِ
قَدْ مَرَّ قبلَ غَيْرِهِ
بِهذِهِ الآبارْ
يا شُرَفاءُ
هذهِ الأرضُ لَنا
الزَّرعُ فوقَها
لَنا
والنِّفطُ تحتَها
لَنا
وكُلُّ ما فيها بماضيها وآتيها لنا
فما لَنا
في البرْدِ لا
نَلبسُ إلاّ عُرْيَنا؟
وما لَنا
في الجوعِ لا نأكُلُ
إلّا جوعَنا؟
وما لَنا نغرقُ
وَسْطَ القار
في هذهِ الآبار
لكي نصوغَ فقرَنا
دِفئاً .. وزاداً ..
وغِنى
مِنْ أجْلِ أولادِ
الزِّنا؟
الرئيس المؤتَمَن
زارَ الرَّئيسُ المؤتَمَن
بعضَ ولاياتِ الوَطن
وحينَ زارَ حَيَّنا
قالَ لنا :
"هاتوا شكاواكم بصِدْقٍ في
العَلَن
ولا تَخافوا أَحَداً
فقَدْ مضى ذاكَ الزّمَنْ"
فقالَ صاحِبي "حَسَنْ" :
"يا سيّدي
أينَ الرّغيفُ والَلّبَن؟
وأينَ تأمينُ السّكَن؟
وأينَ توْفيرُ المِهَن؟
وأينَ مَن
يُوفِّرُ الدَّواءَ للفقيرِ
دونما ثَمَن؟
يا سيّدي
لمْ نَرَ مِن ذلكَ شيئاً أبداً "
قالَ الرئيسُ في حَزَنْ :
"أحْرَقَ ربّي جَسَدي
أَكُلُّ هذا حاصِلٌ في بَلَدي؟ !
شُكراً على صِدْقِكَ في تنبيهِنا
يا وَلَدي
سوفَ ترى الخيرَ غَداً "
وَبَعْدَ عامٍ زارَنا
ومَرّةً ثانيَةً قالَ لنا :
"هاتوا شكاواكمْ بِصدْقٍ في
العَلَن
ولا تَخافوا أحَداً
فقد مَضى ذاكَ الزّمَنْ"
لم يَشتكِ النّاسُ
فقُمتُ مُعْلِناً :
"أيْنَ الرَّغيفُ واللّبَن؟
وأينَ تأمينُ السّكَنْ؟
وأينَ توْفيرُ المِهَنْ؟
وأينَ مَن
يوفِّر الدّواءَ للفقيرِ دونمَا
ثمَن؟
مَعْذِرَةً يا سيّدي
.. وَأيْنَ صاحبي "حَسَنْ"؟!"