لقاء مع "أدولف هيتلر" (2)
- أعني أنني أتبع مبدأً عامّاً وفكرةً
شموليّة ولست أنظر لليهود نظرةً شخصيّةً ضيّقة .. وهدفي من ذلك تنقية الدماء
الألمانيّة من أي شوائبٍ تعلق بها للوصول بالجنس الآري فوق هرم البشريّة.
- ولكن لماذا تزج باليهود في أتون تلك
الإبادات الجماعيّة؟ .. هل ما أشيع عن سر عدائك لليهود صحيح؟ .. لابد أن تكون إحدى
هذه الشائعات حقيقيّة.
- وما تلك الشائعات يا سيّدي؟
- يشاع أن والدك "ألويس" هو
ابنٌ غير شرعي ليهودي من أسرة ثريّة وأن جدتك "آنّا" عندما حملت بوالدك
كانت تعمل طبّاخة لدى هذه الأسرة التي طردتها قبل الولادة .. وهناك مَن يزعم أن
السبب في الأصل يرجع لأيّام صباك حين أصيبت والدتك "كارلا" بسرطان الثدي
وتولّى علاجها الطبيب اليهودي "إدوارد بلوخ" الذي اعتبرها فأر تجارب
وحقنها بعدّة مواد كيمائيّة (في سبيل اكتشافه دواءً للسرطان لتخليد اسمه) ومنها
مادة الأيودوفورم السامّة الذي سبّب لها آلاماً مبرحة وأدّى في النهاية لوفاتها
وهي في السابعة والأربعين من عمرها .. ويقال أيْضاً أنك في شبابك أحببت فتاةً
يهوديّة حباً شديداً ولكنها في الآخر نفّضت لك و....
- ماذا فعلَت لي؟ ..
"نافففادت" لي؟ .. ماذا تعني؟
- نفّضت لك يعني هجرتك وتركتك حايح أقصد
ملوّعاً بحبها في حالةٍ نفسيّةٍ سيّئة .. كما ادعى البعض أن قائدك الضابط بالجيش
الألماني كان يسيء معاملتك عندما كنتَ جنديّاً تحت إمرته .. بينما اقترح آخرون أن
مفتي القدس التقي الحاج "أمين الحسيني" هو مَن أشار عليك أثناء لقائكما معاً في 1941 أن تحرق
اليهود جميعاً بعد أن سمع أنك تنوي طردهم من "ألمانيا" خوفاً من نزوحهم
إلى "فلسطين".
- (بعصبيّةٍ وصياحٍ عالِ) بالطبع لا ..
كل هذه الشائعات مغرضة .. الحقيقة أن اليهود جنسٌ ملعون يعيث في الأرض فساداً
.. والواقع أنهم منذ 1850 يسيطرون على المناصب الكبرى ورغم أنهم أقلية لا
تتجاوز 2% من الألمان إلا أنهم نجحوا فى السيطرة على الحكومة والاقتصاد والقضاء
والصحافة والسينما والمسرح وكذلك الأدب .. ولن أنسى تَسَبُب عصابات اليهود
البنكيّة فى الكثير من الانهيارات الماليّة التى حدثت للبنوك فى الفترة بين 1870 و
1920 ممّا أفقد الملايين من الألمان دخولهم ومدخراتهم وفرص استثماراتهم وزج
بالبلاد بموجة كساد اقتصادي حاد .. والأخطر من كل ما سبق هو تأثيرهم السلبي على
سيكولوجية شعبي الألماني فقد زرعوا فى الصحافة والإعلام والمسرح والأدب
ثقافة الانحطاط الخلقى فأنشأوا أوّل مسارح الشذوذ الجنسى فى "برلين" فى
العشرينيّات .. وأقاموا أوّل العروض الإباحية ونشروا الزنا والشذوذ وكل أنواع
الهوس الجنسي .. وتلاعبوا كذلك بقيم الدين وكتبوا كتابات تسخر من المسيحية .. يا
سيدي لا يسعني الحديث عن كل موبقاتهم الآن فأنت ......
- أنا ماذا؟
- عفواً لقد تبادر لذهني الأن سؤال
لحوح.
- ما هو يا سي "هيتلر"؟
- هل أنت يهودي؟ .. أراك متعاطفاً معهم
.. وغضضت البصر من إبادات جماعيّة أخرى جرت من قبل: كإبادة الهنود الحمر على يد
الأمريكيّين .. ومذابح الزنوج على يد المستعمرين البيض في أفريقيا .. والضحايا
الجزائريّين للجيش الفرنسي .. و .. و .. وغيرهم.
- أنا لست يهوديّاً .. أنا فقط أفتش عن
الحقيقة .. ولست بصدد سؤالك عن جرائم القتل الجماعي الأخرى التي لا تعرف عن
تفاصيلها شيئاً .. بل أسألك عمّا اقترفته يداك أنت .. ثمَّ ما شأنك بديانتي
ومبررات تعاطفي ومغزى أسئلتي .. أجب فقط وأنت صاغر وإلا .....
- حاضر حاضر .. ماذا تريد أن تعرف
أيضاً؟
- كم عدد مَن قتلت مِن اليهود وغيرهم؟
- لم أحصِ عددهم بالتحديد .. هم بضع
ملايين على الأرجح.
- عليك اللعنة أيها السفّاح .. تقول بضع
ملايين دون اكتراثٍ كأنهم حشرات .. ألا تعلم أن مَن قتل نفساً بغير نفسٍ
أو فسادٍ في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً؟ .. لقد قيل أن مجموع من
قُتِلوا شارف 11 مليون نَفساً منهم 6 مليون يهوديّاً.
- ربما.