أتى المشيبُ فأيْن منه المهربُ؟
يا نهار أبيض .. ده الواحد عجّز قوي .. بقى
لي سنين ما تفرجتش على توم وجيري .. من وانا طفل كنت باشوفهم كل يوم تقريباً ..
وفي مرحلة الشباب كنت باتكسف إني اتفرّج عليهم علشان أثبت إني كبرت وبقيت راجل بس
كنت حريص إني أحضر بدري أي حفلة سينما ادخلها علشان ألحق مغامراتهم ضد بعض في
العرض اللي كانت أي سينما بتعمله لأفلامهم قبل ما تعرض الجريدة السينمائية
والأفلام التي ستُعرض فيما بعد (قريباً والعرض القادم) وشويّة إعلانات .. ولمّا
اتجوّزت كنت باعمل إني باقلّب في القنوات واخطف لي مشهدين تلاتة كده من أفلامهم
علشان ما يصحّش المدام تكتشف إنها اتجوّزت عيّل .. ولمّا خلّفت ولادي كنت بانتهز
أي فرصة أبقى فاضي فيها علشان أدخّلهم سينما الأطفال اللي كانت بتقام الساعة عشرة
الصبح كل يوم جمعة في سينما مترو وكنت بابقى فرحان أكتر منهم واحنا داخلين ومقهور
واحنا خارجين (يا رب ما يقروا الكلام ده) .. وتعدّي الأيّام والعيال بيكبروا وانا
مربوط في ساقية الشغل زي أي تور – اسم الله على مقامك – مغميين عنيه .. وما فتّحش
غير الليلة دي على الفيديو الظريف ده ... يااااه .. صحيح لقد "هَرمنا".
وبصراحة كلمة "هَرمنا" مش كفاية أبداً .. الأصح إننا : "بَرمنا" على رجلينا ياما .. وشوف كام جزمة دابت من كُتر البرم .. و"صُرمنا" يعني لا مؤاخذة انضربنا ميت صرمة قديمة من كل من هب ودب وما خافش الرب .. بعد ما "قُرمنا" من طوب الأرض .. اللي يسوى يقرمنا من لباليبنا واللي ما يسواش يقرمنا من حتت تانية لا داعي لذكرها .. و"فُرمنا" في مفرمة العمل والحياة التي لا ترحم .. كما "حُرمنا" من مُتع الحياة التي سمعنا عنها بالكاد ولم نعِشها .. ثم "خُرمنا" في دماغنا حتة دين خُرم فشر الأوزون بعد ثورتين ما كانش ليهم أي تلاتين لازمة .. وياما "غَرمنا" غرامات هائلة دفعناها من رصيد راحة بالنا وسعادتنا .. وأخيراً من كُتر البلاوي اللي شفناها في حياتنا بقى جسمنا فشر الأفيال من كُتر ما "وَرمنا" ...... غطّيني وصوّتي يا امّه.