أبريل 2018 :
الراجل ده عنده 81 سنة وبقى له عشرين سنة في أم الحُكم ومرشّح نفسه لفترة خامسة كمان لغاية 2023 .. ومن خمس سنين جات له جلطة دماغية سبّبت له شلل وعجز كلّي دائم فأصبح يتحرّك على كرسي بعجل ولا يقوى على الحركة للدرجة التي يقلّبه فيها خادموه وهو راقد خوفاً من تقرّحات الفراش .. وتوقّف عن الكلام منذ سنتين ويتفاهم مع من حوله بالإشارة .. كما قيل أيضاً أنه أصيب بالتبوّل اللا إرادي مما اضطرهم لتلبيسه حفّاضات (بامبرز) كبار السن كل ساعة .. كل هذا ممكن حدوثه لأي مسن وربما يحدث لي شخصياً غداً .. شفى الله جميع المرضى وأدام علينا ما تبقى لنا من صحة .. ولكن الغريب أن هذا الرجل الذي لا يستطيع التحكّم في مثانته يمكنه التحكّم في مقاليد أمور بلدٍ كبير (مساحته أكثر من ضِعف مساحة مصر يسكنها أكثر من 45 مليون نفس) وله تاريخٌ عظيم في النضال والتحرر .. هل عقمت الجزائر عن إنجاب شخصٍ واحدٍ فقط من بين هؤلاء الملايين يمكنه أن يحكمها وهو في صحة جيّدة تجعله يصرّف أمور الحكم؟ .. وهل ستفنى الجزائر لو مات حاكمها أدام الله في عمره أم ستحكمها جثته من بعده؟ .. لماذا يلتصق الحكّام العرب في كرسي الحُكم ويتوحّدوا معه بهذا الشكل الهزلي الكارثي؟ .. ما الذي يمكن أن يحدث لنا كعرب أكثر مما نحن فيه؟ .. لقد أصبحنا مضحكة الأمم وأراجوزاتها بعد أن تدهورت أحوال الأمة العربية ولم يعد لها وزناً أو كرامة فهانت على الهوان نفسه واستقرت في الدرك الأسفل لحضيض قاع هاوية الثقب الأسود من مؤخرة العالم.