أيّام الفِتنة والهرج
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الذين
يحملون هذه الصفات: "يقرأون القرآن لا يتجاوز حناجرهم، يمرقون من
الإسلام كما يمرق السهم من الرَّميَّة، فأينما لقيتموهم فاقتلوهم، فإن قتلهم أجرٌ
لمن قتلهم يوم القيامة". وطفق النبي عليه الصلاة والسلام يقول: "فإن أنا
أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد" (مصادر الحديث: صحيح بخارى - صحيح
مسلم-مسند احمد بن حنبل - السنن الكبرى للنسائى- السنن الكبرى للبيهقى - الجمع
بيين الصحيحين بخارى ومسلم - كتاب الأحكام الشرعية الكبرى).
هذا الحديث الشريف يُقصَد به الخوارج
والروافض والمبتدعين (المعتزلة والقدريّة والمرجئة والأشاعرة والجهميّة والباطنيّة
والصوفيّة)، وأرجو ألا يرتكب المعارضون (وأنا منهم) نفس الخطايا التي يرتكبها
أفراد الإسلام السياسي هذه الأيّام ونكفّر بعضنا البعض ونحلّل قتل مَن يعارضنا في
الرأي إستناداً على نصوصٍ قرآنيّة وأحاديث نبويّة تقصد غيرنا، ورأيي المتواضع أنّه
ينبغي علينا الآن أن نتأسّى بأحأديث رسول الله التالية:
- لِابْنِ ماجه: عَنْ أَبِي
بُرْدَة قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ فَقَالَ: إِنَّ
رَسُولَ اَللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: {إِنَّهَا سَتَكُونُ فِتْنَة
وَفُرْقَة وَاخْتِلَاف، فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ فَأْتِ بِسَيْفِكَ أُحُدًا (جبل
أُحُد)، فَاضْرِبْهُ بِهِ حَتَّى يَنْقَطِعَ (أي حتى ينكسر السيْف فلا تملك شيئاً
تقاتل به)، ثُمَّ اِجْلِسْ فِي بَيْتِكَ حَتَّى تَأْتِيَكَ يَدٌ خَاطِئَةٌ أَوْ
مَيْتَةٌ قَاضِيَة}.
- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي
الله عنه - قَال: أنّ رَسُولُ اَللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قال: {سَتَكُونُ
فِتْنَةٌ صَمَّاءُ بَكْمَاءُ عَمْيَاءُ؛ اَللِّسَانُ فِيهَا كَوَقْعِ اَلسَّيْف}.
- عن وابصة بن معبد الأسدي رضي الله عنه قال: أَنّي بالكوفة في داري إذ سمعت على باب الدار: "السلام عليكم ؛ أألج؟" قلت: "عليكم السلام"؛ فلج، فلمّا دخل فإذا هو عبد الله بن مسعود، قلت: "يا أبا عبد الرحمن أيّة ساعة زيارةٍ هذه؟ وذلك في نحر الظهيرة"، قال: "طال عليَّ النهار فذكرت مَن أتحدث إليه"، فجعل يحدّثني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحدّثه فقال: "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: {تكون فتنة: النائم فيها خيرٌ من المضطجع، والمضطجع فيها خيرٌ من القاعد، والقاعد فيها خيرٌ من القائم، والقائم فيها خيرٌ من الماشي، والماشي فيها خيرٌ من الراكب، والراكب فيها خيرٌ من المجري، قتلاها في النار}، قلت: يا رسول الله ومتى ذلك؟، قال: {ذلك أيام الهرج}، قلت: ومتى أيام الهرج؟، قال: {حين لا يأمن الرجل جليسه}، قلت: فما تأمرني إن أدركت ذلك؟، قال: {كُف نفسَك ويدَك وادخل دارك}، قلت: يا رسول الله أرأيت إن دخل رجلٌ داري؟، قال: {فادخل بيتك}، قلت: أفرأيت إن دخل عليَّ بيتي؟، قال: {فادخل مسجدك واصنع هكذا (و قبض بيمينه على الكوع) وقُل: ربيَّ الله حتى تموتَ على ذلك}.