غُلُبتْ أقطع تَذاكِر (التَغريبة)
غُلُبتْ أقطَع تَذاكِر
وشبِعتْ يا ربّي غُربة
بين الشُطوط والبَواخِر
ومن بلادنا لـ"أوروبا"
وقُلت ع "الشام" أسافِر
إيّاك ألاقي لي تُربة (مقبرة
أُدفَن بها)
فيها أجاوِر "معاوية"
("معاوية بن أبي سفيان" مؤسّس الدوْلة الأُمويّة)
وأصبَح حِماية "أُميّة"
جاوِرت "قاسَيون" (جبل
بـ"سوريا") وجيرتُه
تِوْحِش ولا فيِهش حاجة
وعَزرائين (عزرائيل) انتظرتُه
ما جاش .. وجاني الخَواجة
نافِـخ وسايق إمارتُه
وقال لي – شوف السماجة – :
"البَر تحت انتدابنا ...
أُخرُج ... دي ما هيش وِسيّة"
رجِعتْ للبَحر تاني
مَقهور وراجِع "فَرَنسا"
ف بُقّي طَعْم البوداني (أكلة
سوريّة)
فاكرُه وانا عُمري ما انسى
وإن رُحتْ "تونِس" كَفاني
عَذاب .. أنا والتوانسة
جَملان (مُحمَّل بالجمايل) محضَّر
مَدافِن
للأُمّة .. والأُمّة حَيّة
ف "بورسعيد" السَفينة
رَسِتْ تفرَّغ وتِملا
والبيّاعين حَوَّطونا
بكارت بوستال وعُمْلة
لكن بوليس المدينة
ما تفوتش من جنبه نَملة
يا "بورسعيد" والله حَسرة
ولِسّه يا "اسكندريّة"
هتف لي هاتِف وقال لي:
"إنزِل ومن غير عزومة ...
إنزِل دي ساعة تَـجَلّي ...
فيها الشَياطين ف نومة ...
إنزل ده ربّك تَـمَلّي ...
فوقَك وفوق الحُكومة"
نَطّيت ف سَتْر المُهَيْمِن
للشَط يا حكِمداريّة (يقصد ضُبّاط
الأمن)
واقول لكم بالصراحة
اللي ف زمانّا قَليلة
عِشرين سَنة ف السياحة
باشوف مَناظِر جَميلة
ما شوفت يا قلبي راحة
ف دي السِنين الطَويلة
إلّا لمـّا شُفت البَراقِع (جمع
بُرقُع أي غطاء وجه ترتدينه النساء المصريّات)
واللِبدة (غطاء للرأس من الصوف
المُتَبَلِّد يرتديه الفلّاحون المصريّون) والجَلابيّة