معنى كلمة "سرف"
· سَرَفَ (فعل) ويقال أيْضاً أَسْرَفَ (فعل): يُسْرِفُ سَرَفاً
أو إسْرَافاً فهو مُسْرِف .. ومعاني هذا الفعل:
- سَرَفَ أو أَسْرَفَ
الرجل: أكثر أو بالغ أو جاوز الحد ولم يقتصد أو صَرَفَ ماله في غير موضعه (كما جاء
في قوْله تعالى: "والذين إذا أَنْفَقُوا لم يُسْرِفُوا ولم
يَقْتُروا").
- سَرَفَتِ السُرْفةُ
الشجرةَ: أكلت ورقها بسرعةٍ عن آخره (والسُرْفّةُ هي دودةُ كدودة القّز التي
تتسلّط على ورق التوت فتأكله بنَهَمٍ وسرعة حتى تأتي عليه بالكامل).
- سَرَفَتِ الأمُ
ولدَها: أفسدته بكثرة اللبن فصار نَهِماً أكولاً.
- سَرَفَ الماء: ما
ذهب منه في غير شيءٍ ولا نَفْع.
· سَرِفَ (فعل): يَسْرِفُ سَرْفاً فهو سَرِفٌ .. ومعاني هذا
الفعل:
· سَرِفَ الطعام: تم أكله أو أُئتُكِلَ بسرعة عن آخره كما تأكل
السُرْفَة ورق الشجر.
- سَرِفَ الرجلُ
الشيءَ: جَهِلَه أو أغفله أو أخطأه (كما جاء في الحديث الشريف: "أردتكم
فسَرِفتكم").
-
سَرِفَ الرجلُ
القوْم: جاوزهم.
· سَرِفٌ (فاعلٌ من سَرِفَ): أي جاهلٌ أو غافل فيقال:
-
رجلٌ سَرِفُ العقل:
أي قليل العقل وليس ذو عقلٍ راجح.
-
رجلٌ سَرِفُ الفؤاد:
أي قلبه غافلٌ ومنشغل.
· سَرِف: اسم منطقة صحراويّة قفراء جدباء على بعد ستة أميالٍ من
مدينة "مكّة" المكرّمة وفيها تزوّج سيّدنا الرسول عليه الصلاة والسلام
بـ"ميمونة بنت الحارث" التي توفيت ودُفِنت هناك، وتُسَمَّى حالياً
"النواريّة".
· سَرْفٌ (مصدر سَرِفَ): أي جهالةٌ أو غفلة.
· سَرَفٌ أو إسراف (مصدر سَرَفَ أو أسْرَفَ): وتعني:
-
مجاوزة الحد أو
التبذير (عكس تقتير).
- الضراوةُ بالشيء
والولوع أو الشغف به (كما جاء في الحديث الشريف: "إنَّ للّحم سَرَفاً كسَرَفِ
الخمْر").
· سُرَف (اسم): وتعني نوعٌ من أنواع الدود الذي يتميّز بشراهته
وسرعة التهامه لورق النباتات (جمع سُرْفَة).
وهذه المعاني تصف نخبةً أو طبقةً من
الإعلاميين والمسؤولين سَرِفو الفؤاد غليظو القلب يَسْرِفون (يتجاهلون) أَنهم
يعيشون حياة البذخ والنعيم وفي نفس الوقت يُسْرِفون (يبالغون) في نقد وتبكيت
المواطن الغلبان سَرِف العقل ويتهمونه بكل سَرَفٍ وضراوة بأنه مُسْرِفٌ ومبذّر
ويأكل كثيراً كالسُرْفَةِ الشَرِهة ويطالبونه بالكف عن السَرَف والإسراف ويلزمونه
بالعيّش في زهدٍ وتقشّفٍ وتقتيرٍ على نفسه وعياله وكأنه يعيش في صحراءٍ بلا زرعٍ
أو طعام مثل "سَرِف" .. هؤلاء الذين سَرِفوا (تجاوزوا) الخطوط الحمراء
يرفلون في الترف والرفاهية ويعيشون في سَرْفٍ وغفلةٍ من الزمان بعد أن سَرَفَتهم
(أفسدتهم) الدوْلة بكثرة تدليلها لهم وإغداقها عليهم بالمناصب والأموال وصاروا
يستكثرون على الناس المساكين ما يسدّون به رمقهم حتى ولو كان خبزاً مدعوماً من أموال
الشعب التي سَرَفت الحكومة أغلبها فيما لا ينفع.
ملحوظة هامّة:
يتناسى هؤلاء المغرضون أن تعداد الشعب المصري يفوق المائة مليون نَفْس وهو ما يؤدي في النهاية إلى ضخامة أي رقم لاستهلاك أي سلعة .. فوزير التموين الذكي المتذاكي يصف الشعب المصري بالإسراف لأنه يستهلك شهريّاً 120 ألف طن سكّر و 65 ألف طن زيت وهو بالفعل رقم ضخم ولكن لو حسبنا نصيب الفرد يومياً يكون ثلاث ملاعق صغيرة من السكّر ونصف ملعقة كبيرة من الزيت .. أين الإسراف في ذلك؟ .. وعندما يقول أحد الإعلاميين أن المصريين استهلكوا لحوماً في عيد الأضحى بما يساوي 5 مليار جنيه (ولا أعلم من أين يأتون بهذه الأرقام وعلى أي إحصائيّاتٍ يعتمدون) تشعر بالفعل أن الرقم مهول جداً ولكن عندما تدقّق تجد أن المصري الواحد يستهلك أقل من 90 جراماً من اللحم (قطعة متوسطة الحجم) في كل يوم من أيّام عيد الأضحى الأربعة فما بالك بالأيّام العادية باقي السنة .. أين التبذير في ذلك؟ .. كما أفتى أحد الظرفاء بأن المواطنين المسرفين قد دفعوا في الفسيخ (اللي هوَّ السمك الميّت المملّح لا مؤاخذة واللي نِفسهم بتجيبهم ياكلوه من السنة للسنة) حوالي المليار جنيه والذي يعادل نصيب الفرد فيه 65 جراماً من الفسيخ ككل (بالرأس والبطن والشوك والقشر) أو 30 جراماً (في حجم مكعّب صغير من مرقة الدجاج) من لحم الفسيخ الصافي النتن .. فأيْن الإفراط في ذلك؟ .. حتى السمك المعفّن مستخسرينه فينا يا معفّنين.