صورة واحد شيف تليفزيوني (1)
الأثنين:
تم – بحمد الله –
توقيع العقد بيني وبين قناة "إف إخ تي في" الفضائيّة لأكون بديلاً للشيف
"حسن يخني" الذي تعاقد مع قناةٍ أُخرى بمبلغٍ أكبر، وقد وعدتُ المدير
التنفيذي للقناة المُهندس "مينا سامسونج" أن أُبهِره شخصيّاً وأُبهر
المشاهدين لتصل نسبة المُشاهدات للسَما إن شاء الله، خصوصاً وأن لديَّ أكثر من 15
عاماً من الخبرة في أرقى مطاعم العاصمة، وكان آخرها مطعم "كُل واشكر
ربَّك" بـ"السيّدة زينب" ومسمط "دلَّع كِرشك"
بـ"إمبابة"، وأنا – ولله الحمد – واخَدها من تحت قوي واتمرمطت كتير قوي
لغاية ما بقيت ذلك السخص اللي قلب مواقع الطبخ ف الشوسيال ميضيا تِمّاً آخر سنة.
واشترطتُ على مسؤولي
القناة أن يكون رئيس تحرير البرنامج هو الواد "حرنكَش" صبيي ودراعي
اليمين، أمّا باقي الستاف فيختاروه هُمَّ براحتهم، ولم يتبقّى غير اختيار اسم
البرنامج، نِفسي ف إسم غريب كده يجلجِل ف التليفزيون، عموماً بسيطة، ح اقعد النهار
ده أفكّر وامخمخ مع المدام واحنا بنشرب كوبّايتين بردقوش بزيت الخروع ف البلكونة،
ولِسّه عندي وقت لغاية أوِّل الشهر الجاي ميعاد الحلقة الأولى.
الثُلاثاء:
ما زِلت أُفكِّر في
اسم البرنامج بتاعي.
الأربعاء:
في انتظار الوحي
ينزل عليَّ أو على المدام لاختيار إسم مطرقَّع.
الخميس:
ما زِلت أبحث عن إسم
أُم البرنامج ومش لاقي، رغم إننا جبنا ورقة وقلم وعملنا اقتراحات الدُنيا والآخرة
وبرضُه ما فيش اسم عجبنا.
الجمعة:
أرسلت الواد
"منّص" ابني يشتري لنا ييجي خمستاشر عشرين كيلو بردقوش وتلات جراكن زيت
خروع علشان اللي عندنا خلص، ربّنا يكرمنا بإسم حِلو كده، بقى لنا – أنا والمدام –
أربع تيّام مطبَّقين ف البلكونة بنحزق علشان نجيب الإسم اللي ف بالنا ومش عايزين
ندخل الشقّة إلّا امّا نلاقي الإسم المُناسِب، نِفسنا ندخل الحمّام نعمل زي الناس
بدل الجردل اللي حاطّينه ورا شيش البلكونة.
السبت:
أخيراً ربنا سهِّل
لنا ولاقينا إسم ألاجة وجديد: "أفشخ أكلة مع الشيف حَلّة"، يا سلام
الإسم ده ح يكسَّر الدنيا بمشيئة الله، خصوصاً وإنه جا ف آخر لحظة لإن تصوير
"برومو" البرنامج بُكرة، صحيح كان نِفسي أذكر إسمي بالكامل:
"سُكَّر عبد التوّاب حَلّة" بس معلهش، ح اخلّي المُخرج يكتبه ف
التِترات.
الأحد:
انتهينا أخيراً من
تصوير الـ"برومو" (المُخرج كان مسمّيه "طيزر" ما اعرفش ليه!!)
بعد نُص الليل، وكان دماغي وألف سيف إني ألبِس أفرول برتقالي (زي بتاع عُمّال محطّات
البنزين) وطاقيّة آيس كاب من الكروشيه الأحمر (علشان أهلاوي)، ما انا لازِم أبقى
مُختلف عن أيُّها شيف ظهر ف أيَتُها قناة.
الإثنيْن:
أُذيع البرومو (أو الطيزر ولا مؤاخذة) وكان جنان، كل الناس ولاد الحلال الأُصلا اللي ف الحِتّة جُم يباركوا لي ويعرفوا ميعاد أوِّل حلقة إمتى، وبقيت تريند في كل مكان ف الشوسيال ميضيا، صحيح كان فيه بعض الناس بيتريقوا على منظري وطريقة كلامي وانا باغمز بعيني وارفع إبهامي وباقول في نهاية الطيزر: ح تلاقوا "أفشخ أكلة مع الشيف حلّة"، لكن كُل الانتقادات دي مش مُهمّة، أصل السجرة المثمرة بتتزقَّل بالطوب دايماً، بُكرة يشوفوني ح اعمل إيه.
الجمعة:
بدأت تصوير أوِّل
حلقة ع الهوا مُباشرةً، حبّيت أعمل طبخات جديدة ما حدِّش قدِّمها ف أي برنامج قبل
كده، وما إن سمعت المُخرِج يقول: "ثري طو وان" حتّى فشخت ضبّي وواجهتُ
الكاميرا الأماميّة قائلاً وأنا أُحاول استحداث طريقةٍ جديدةٍ في التقديم وابتداع ألفاظٍ وإفّيهاتٍ مُبتكرةٍ لتكون خاصّةً بي دون غيْري:
-
مِسا التماسي على أحلى ناس قاعدة ع الكراسي .. الشيف "سُكَّر
حلّة" يُحيّيكُم ويتمنّى لكم جوْعاً مقبولاً وأكلاً شهيّاً .. بمناسبة باكورة
حلقاتي – اللي ح اقدِّمها لكم كل يوم جُمعة وتلات – حبّيت اعمل لكم أكلة جديدة
ورخيصة ومكوّناتها موْجودة ف كُل بيت .. علشان تبقى الأكلة الفشيخة دي عربون محبّة
بينّا وبين بعض وتشاهدوني على طول وما تفوِّتوش حلقة .. كما يُمكنكم الاتصال بنا
على الرقم المكتوب ف قَعر الشاشة من تحت.
واستطعت في لحظاتٍ
سريعةٍ أن أتجاوز رهبة الكاميرا وألعلع ف الاستوديون، أصلي ابن سوق واعجبكم قوي،
واتَّجهتُ للكاميرا الجانبيّة وأنا أبتسم ابتسامةً جذّابةً قائلاً بلُطف:
-
أكلة النهار ده ح تبقى عبارة عن الأكلة الخليجيّة "بلاليط بالكحروت
والشعريّة" وده المين كورص .. والحِلو ح يبقى من "الجزائر" وإسمه
"بوسو ولا تمسّو بالجُـلُجُلان والكاكاو" .. يلّا بينا نبدأ:
مقادير "البلاليط": رُبع كيلو شعريّة – 7 معالق سمنة بلدي جاموسي
من ام 250 جنيه الكيلو – نُص كوب سُكَّر – معلقة صُغيَّرة ملح – ماء ورد – معلقتين
كبار حبّهان ناعم من ابو 1500 جنيه الكيلو – 4 بيضات كُبار بصراحة ما اعرفش سعرهم
لأن بورصة البيض ف الطالِع كل ساعة.
طريقة البلاليط:
ح تجيبي وعاء كبير وتحُطّي فيه الـ.....