الاستخدامات المختلفة لكلمة "مشروع"
كلمة "مشروع" لها الكثير من
المعاني العديدة التي لا صلة بينها، ويمكنك - عزيزتي وعزيزي - أن تستشف ما تفيده
هذه الكلمة من قائلها كما يلي:
· إذا قالها رجل اقتصادي أو سياسي فإنه يقصد بها "منشأة أو
تنظيم أو إنجاز يهدف إلى الإنتاج أو مبادلة الخدمات" .. فيقال مثلاً:
"افتتح الرئيس خمسة عشر مشروعاً جديداً للجيش لصيد الأسماك وإنتاج العلف
وتربية الماشية وصنع البلوبيف وعمل الصلصة وتفريخ الدجاج وفقس البيض".
· إذا قالها رجل قانوني أو عضو مجلس نوّاب فإنه يقصد بها
"نص اقتراح يوضع تحت المناقشة والتقنين" .. فيقال مثلاً: "تقدّم
سيادة النائب بمشروع قانون لتغليظ عقوبة سارق الأحذية من الجوامع لتصل إلى الرجم
بالشباشب في ميْدانٍ عام".
· إذا قالها رجل دين فإنه يقصد بها "عمل مسوّغ وشرعي من
قِبَل الدين أو الشريعة" .. فيقال مثلاً: "أكّد فضيلة الداعية أن تشدّق
الأنثى أثناء مضغها اللبان الدكر هو فِعلٌ غير مشروع ورجزٌ من عمل الشيطان".
· إذا قالها رجل اسكندراني فإنه يقصد بها "ميكروباص أو
أوتوبيس صغير" .. فيقال مثلاً: "قتل سائق مشروع تاجراً بأحد الأسواق بعد
مشاجرة حامية لأن الثاني قال للأوّل [نزّلني في زنقة الستّات]".
· إذا قالها رجل يقود محافظة ويهتم أولاً بتحقيق الأمن والأمان
ليرضى عنه رؤساؤه فإنه يقصد بها "إقامة سجن أو معتقل أو مطحنة أو سلخانة ..
إلخ" .. فيقال مثلاً: "أشرف سيادة المحافظ الهّمام بنفسه على أعمال
النفخ القائمة على قدمٍ وساق في مشروع إنشاء سجن جميل نظيف متطوّر".
وكما تعوّدنا من مجلّة "ابن أبي
صادق" في ضرب الأمثال الواقعيّة الحيّة لتأكيد الشرح السابق إليكم هذا الخبر
والتعليق عليه لبيان معاني هذه الكلمة العجيبة:
-
الخبر: محافظ
دمياط يصرّح بإقامة سجن مركزي في "شطا" ويوجّه بسرعة البدء في إنشاء
المشروع.
- التعليق: واللهِ يا راجل كان أولى بيهم يستغلّوا فلوس إقامة السجون دي في إنشاء مشاريع توفّر فرص عمل ومصادر دخل للشباب العاطل اليائس علشان يبنوا مستقبلهم ويتجوّزوا ويكوّنوا أسر صالحة وبكده نبعدهم عن الهجرة الغير مشروعة والجريمة والإرهاب وما نحتاجش للسجون من أصله .. أو تقديم مشروع قانون لتمكين كل شاب من امتلاك وقيادة مشروع أو ميكروباص خاص به لحل أزمة المواصلات .. اللذيذ إنه مذكور في الخبر إن محافظ وجّه تعليماته بسرعة إقامة "المشروع" .. معاليه سمّى "السجن" "مشروع" .. شوف يا أخي الفصاحة .. إلهي يا رب نشوفك قريّب إنت واللي زيّك من المسؤولين قايمين قاعدين نايمين سنين وسنين ف "مشروع" من دول وتبقوا من أرباب "المشاريع" .. قادر يا كريم.