صورة واحد سياسي (2)
وأخذتُ أهاتي في
الميْكروفون – حتى تصبَّب العرق من كل حِتّة ف جسمي وجسم الناخبين – لمُدّة أربع
ساعاتٍ مُتواصلةٍ من أجل أن أغسل مُخ الناخبين وأعمل لهم م البحر طحينة.
ولم يُعكِّر صفو هذه
الأُمسية الجميلة سوى عيّل من شباب اليومين دول الذي قام صائحاً:
-
ده احنا ما بنشوفش حَد من نوَّاب الدايرة إلّا ف الانتخابات وبَس .. وآدي
وِش الضيف .. وما فيش حاجة بتحصل ف البلد .. كفاية بقى اللي .....
ولم يُكمل هذا الشاب
العاق كلامه بعد أن أسكته أحد الكومبارس بضربةٍ قويّةٍ على اليأفوخ من شومةٍ
كبيرةٍ كانت في يده، وتكفَّل بعض الكومبارس بحمل الشاب وإلقائه في الخرابة خارج
السُرادق وهو يشلِب دماً غزيراً .. في حين اتهمه بعض الكومبارس الآخرين بأنه
مدسوسٌ على المؤتمر من أحد المُنافسين لضَرْب كُرسي ف الكلوب من أجل إفساد هذا
الكرنفال الجميل.
عموماً عدّى
المُؤتمر على خير وانصرف الناخبون بعد أن تم تسجيل اسم كل واحدٍ منهم في كشفٍ كبيرٍ
أثناء تسليمه نصف ورقةٍ ماليّةٍ من فئة المائتيْن جنيه، على أن يتسلّم النصف الآخر
بعد إدلائه بصوْته لصالحي يوْم الانتخابات بشرط تصوير استمارة التصويت الخاصّة به
والتي عليها علامة "صح" أمام رمز "القُلّة" عن طريق تليفونه
المحمول وهو خلف الستارة في اللجنة الانتخابيّة.
الأحد:
أوِّل أيّام الصمت
الانتخابي التي تستمر ثلاثة أيّامٍ قبل يوْم الاقتراع المشهود، وقد التزمتُ –
كغيري من المُرّشَّحين – بهذا الصمت فامتنعتُ تماماً عن عقد أي مؤتمرٍ في هذه
الأيّام الثلاثة، واكتفيت فقط بالمرور على الشوارع والمقاهي والمحال العامّة
لمُصافحة الناس وتقبيل الناخبين – من بُقُّهُم أحياناً – وتهشيك أطفالهم وتوْزيع
أكياس السكر والزيت والرُز على الجميع فاشِخاً فمي من الأُذن للأُذن لدرجة أنني
كنت باعمل كمّادات ساخنة على بُقّي في نهاية كل يوم .. واللهِ الواحِد بيشقى عشان
الناس.
السبت:
أوّل يوْمٍ في
التصويت.
الأحد:
ثاني يوْمٍ في
التصويت.
الإثنيْن:
ثالث يوْمٍ في
التصويت.
الخميس:
بشّرني مندوبي في
اللجنة الانتخابيّة بأن عمليّة فرز الأصوات تتم على ما يُرام خصوصاً عندما أضاف
العاملون باللجنة – بناءً على اتفاق مندوبي معهم بعد دفع المعلوم – حوالي سبعة
آلاف استمارة تصويتٍ مُزوّرةٍ متعلِّم فيها على رمز "القُلّة" تخص
ناخبين انتقلوا إلى رحمة الله هذا العام وبالتالي فهم لا يزالون مُقيّدين بالجداول
الانتخابيّة التي لم يتم تنقيتها قبل إجراء هذه الانتخابات النزيهة .. خير إن شاء
الله.
السبت:
تم الإعلان عن فوْزي
الكاسح بمقعد الدائرة كنائبٍ مُستَقِلٍ لدوْرةٍ جديدة .. ألف مبروك عليَّ وع
الدايرة.
الأحد:
جاءني اليوْم مدير
حملتي الانتخابيّة لمُراجعة دفاتر مصروفات الحملة، وفوجِئت أنها تكلَّفت فوْق
الثلاثة عشر مليون جنيه، على كل حال: ملحوقة، المُهِم إني كسبت الانتخابات واقدر ألِـمُهُم
تاني في خلال سنةٍ واحدةٍ إن شاء الله .. ما دام ده سليم (أقصد قلبي) ودُعا
الوالدين موْجود يبقى ربنا ح يعوَّض أكيد.
الإثنيْن:
عقدتُ جلسة عملٍ مع
مدير أعمالي ومدير مقرّي الانتخابي بهدف رفع أسعار خدماتي لأبناء الدائرة الكرام
لتحصيل ما تم صرفه في الانتخابات وللصرف على مُرتَّبات العاملين بالمقر الانتخابي
ولإيداع الباقي في رصيدي بالبنك.
وتتلخّص الأسعار
الجديدة لأهم الخدمات في:
-
التعيين بإحدي الوظائف الحكوميّة: 15 ألف جنيه.
-
التعيين بمصالح الكهرباء والمياه والغاز الطبيعي: 25 ألف جنيه.
-
التعيين بإحدى شركات البترول: 50 ألف جنيه.
-
نقل مكان العمل من منطقةٍ لمنطقة: 10 آلاف جنيه.
-
نقل مكان العمل من مُحافظةٍ لمُحافظة: 20 ألف جنيه.
-
إصدار رُخصة قيادة درجة ثالثة خاصّة: 5 آلاف جنيه.
-
إصدار رُخصة قيادة درجة أولى مهنيّة: 20 ألف جنيه.
-
شطب وإلغاء مُخالَفات المرور: 30% من قيمة الغرامة.
-
الالتحاق بالمدرسة الابتدائيّة بغض النظر عن سِن القبول المُعتَمَد: 20 ألف
جنيه.
-
نقل التلميذ من مدرسةٍ لأخرى: 10 آلاف جنيه.
-
نقل الطالب من جامعةٍ لأخرى: 20 ألف جنيه.
-
إدخال عدّاد كهرباء أو مياه أو غاز للمباني المُخالِفة: 30 ألف جنيه.
-
قبول طلبات العلاج على نفقة الدوْلة: 25 ألف جنيه.
-
تخصيص شقّةٍ من شُقق المُحافظة المُدعَّمة: 50 ألف جنيه.
-
تقطيع المحاضر ومخالفات البناء الخاصّة بالحي: 10 آلاف لكل محضر أو
مُخالفة.
-
التوسُّط لنقل مُجنَّدٍ من وِحدةٍ بعيدةٍ لأُخرى قريبة: 15 ألف جنيه.
-
تخفيض قيمة الضرائب المُستَحَقّة لدى المصلحة: 25% من القيمة الإجماليّة.
-
إنهاء أوْراق قرضٍ من البنوك العامّة: 10% من قيمة القرض.
بالنسبة لباقي الخدمات فيتم تحديد سعرها حسب الاتفاق مُسبقاً مع مدير المقر.