مثال بسيط على يغمة الاحتراف الكروي في مصر
حدّثني الحكيم "ابن أبي
صادق" .. وهو ببواطن الأمور عالمٌ حاذق، عن بلدٍ فقيرةٍ (قوي) اسمها "مصر"
.. رئيسها كل كام شهر يبني له قصر، بس يا عيني كان محتاس .. مش لاقي فلوس يصرفها ع
الناس، وكان بيطلع في كل مؤتمر .. يقول لهم أجيب لكم منين يا غجر، طول ما انتم
بتتجوّزوا وتخلّفوا .. عمركم ما على الخير ح تولّفوا، مع إنه هوَّ نفسه جايب من
العيال أربعة .. براحته خالص وبدون أي سرعة أو سربعة، وكانت حكومته بتخترع كل
شويّة ضريبة .. وتصب ف مصلحة الشعب بطريقة غريبة، لحد ما الناس قالت: "جااااي
.. ح نعيش ف الدنيا ازّاي"، وبدأ البعض منهم ياكل م الزبالة .. أصل طبعهم كان
العبط والهبالة، ساكتين على الظلم اللي زاد .. وطغى على البلاد والعباد.
وكانت البلد دي ما فيهاش عدالة اجتماعيّة ..
رغم فقرها من ناحية الحالة الاقتصاديّة، فتلاقي فيها المليونيرات والأغنياء ..
واكلين حق الفقراء، وموظفين معاهم ملايين .. وتانيين ف جيبهم ملاليم، مرتبات
شهريّة بآلاف الجنيهات .. ومرتبات تانية يادوبك بالمئات، اللي ما بيشتغلش يا هناه
.. واللي بيشقى بياخد على قفاه، وإذا كنت عايز تبقى ثري بشكل مريب .. أوعى تبقى
مدرّس أو مهندس أو محامي أو طبيب، كفاية إنك تبقى ممثّل / مغنّي / راقص أو لاعّيب
.. علشان تكون عايش مليان الهدوم والجيب، وما بقاش العلم والأخلاق يأكّلوا عيش .. وبالجهل
والهيافة تاكل بقلاوة وقراقيش، كل ده بيحصل من غير ما الحكومة تتدخّل .. مكتفية بشعارها:
"عشان تعدّي لازم تشخلِل".
أمّا في مجال كرة القدم .. فقد وصل الأدب إلى
حَد العَدَم، وتحوّلت الرياضة لسياسة الاحتراف .. بل بالأصح لسياسة الاغتراف، وبقوا
كل العاملين في المجال ده بياكلوا بالمغرفة .. وبيكسبوا من الهوا زي الضرب ع القفا،
النوادي بتصرف بالملايين .. على شويّة عيال بيلعبوا ف الطين، وبقينا بنسمع عن واحد
رافض يلعب إلّا لمّا ياخد 50 مليون .. مع إنه بقى له شهور ما جابش ولا جون، وحارس
مرمى حمار .. طالب يقبض بالدولار، ومدرّب صايع ما لوش أي لازمة .. بيتشرّط ع
النادي وبيدي له بالجزمة، وطبعاً القائمين على الإدارة .. لازم ينوبهم م السَلَطة
خيارة، وكل صفقة والتانية فيها ألف وكيل وسمسار .. والدولة سايباهم يبعزقوا بدون
رقابة أو استفسار، والجماهير العبيطة فرحانة بالصفقات .. ومستحملة م الحكومة الشلاليت
والصفعات، فالأهلاويّة فرحانين بعد ما اشتروا "كهربا" وأحرجوا الزمالك .. والزملكاويّة
متغاظين ونِفسهم الأهلي يمشي ف طريق المهالِك، لدرجة إن الجماهير دي بتلم من بعضها فلوس .. وتتبرّع بيها لناديها الموْكوس، ولدرجة إن بعضهم بيتنازل عن نُص دخله ..
علشان لاعب مليونير وكأنه من بقية أهله.
وفي الخبرين دول أوضح مثال .. لِما أبوح به
من أقوال، فالصورة الأولى لخبر في يناير 2018 .. والصورة الثانية لخبر آخر في
يناير 2019، يعني الفرق بينهم سنة .. وده كلامهم هُمَّ مش كلامي أنا، جاء في الأوّل أن النادي
الأهلي .. اللي فاتح حنفيّة الفلوس ع البهلي، رفض يدفع ف لاعب اسمه "حسين
الشحات".. أكثر من 6 مليون من الجنيهات، قوووم إيه ناديه (المقاصة) بايعه
لنادي العين في الإمارات .. وظهر اللاعب بمظهر جيّد ف المباريات والبطولات، وجاء ف الثاني أن الأهلي رجع يفاوض نادي العين .. ونجح في شرائه بـ 117 من الملايين، يعني فرق تمن اللاعب ف سنة ..
عدّى الـ 110 مليون شُفت الهنا؟، بذمّتك يا ابني مش ده سفه .. لأ ده وصل كمان
لدرجة العته، مش كان الأوْلى بالفلوس دي الناس الغلابة؟ .. اللي الحكومة بتاكل ف
لحمهم زي الديابة، وعلى رأي ستّي "بهانة" .. زغردي يا اللي انتي مش
غرمانة.