دليل استخدام العامل المصري منتهي الصلاحية
لمّا كنت في الولايات المتحدة وفي بعض دول أوروبا كنت باستمتع بمراقبة سير العمل والعاملين في كل المجالات .. ما شفتش حد فيهم زي العامل المصري .. يعني ما فيش حد فيهم بيبدأ شغله وقت الضهرية لإنه كان سهران امبارح ف القهوة .. ولمّا بيوصل مكان الشغل بيفضل ساعة يغيّر هدومه اللي جاي بيها من البيت ويلبس هدوم الشغل رغم إن الاتنين ما يتخيّروش عن بعض في القذارة والبهدلة والريحة المعفنة .. ولا حد قعد يريّح سيكا على جنب علشان ياخد نَفَسه شويّتين .. ولا حد ساب شغله وانهمك في عمل دور شاي له ولأصحابه وفضل ساعة يقلّب السكر في الشاي بحجة إن القيامة مش ح تقوم في الحبّة دول .. ولا حد ولّع سيجارة وعزم على غيره ووقف من غير شغل لغاية ما يخلّص السيجارة علشان يتمزّج بيها ما هي الدنيا مش ح تخرب يعني .. ولا حد طلب شيشة معسّل أو حتى محدّق من القهوة المجاورة وانشغل ساعة كمان في رص الحجر اللي حياته أطول .. ولا حد بيتسلّى بقزقزة شويّة لب صيني يصبّروه لحد ميعاد الغدا اللي لسّه فاضل عليه ربع ساعة بحالها .. ولا حد راح يجيب الفطار أو الغدا (ما عدا في البريك القصير طبعاً) واتلمّوا سوا وعملوها غدّيوة لمدة ساعة أخرى يتخللها ما تيسّر من الحكايات والنوادر والنكت والضحك والهزار وبعدين حبسوا بدور شاي كمان .. ولا حد راكب فوق ودان التاني وهاتك يا رغي عن ابن عم أخت عديله اللي اتخانق ع القهوة مع الواد اللول بسبب بولة دومينو عادة .. ولا واحد ماسك المحمول بيحاول يخلّص المرحلة العشرتاشر من كاندي كراش أو بيلاغي البت بتاعته بكلام فارغ أو بيتخانق معاها بصفته أبو الرجّالة علشان أخته شافتها ماشية في الشارع امبارح مش لابسه مِعْصَم تحت كُـم العباية مع إن الحتّة كلها عارفة إنها صديقة الطلبة .. ولا حد مشغّل راديو أو كاسيت أو لابس سمّاعات وبيدندن بمزاج لو بيسمع أم كلثوم أو بيصرّخ بهبالة لو كان بيسمع مهرجانات .. ولا واحد سايب الشغل يضرب يقلب علشان يصلّي الضهر اللي ح يوجب بعد نص ساعة في الجامع اللي في آخر الشارع بالذات علشان واخد على الميضة بتاعته وعايز يفك ميّه الأوّل وبعد ما صلاة الجماعة تخلص يقعد نص ساعة كمان يصلّي السُنّة بمنتهى التأني علشان ربّنا يتقبّل ويا سلام بقى لو فيه صلاة على واحد ميّت ما يعرفوش علشان يزوّد حسناته وطبعاً يمشي شويّة في الجنازة وياخد له زيرو في شيل النعش اللي بيطير لآخر الدنيا ويمكن يحضر الدفنة علشان يعزّي وأهو كلّه بثوابه وفي الآخر يرجع الشغل وهوَّ بيتمشّى على مهله ما هي الدنيا ما طارتش .. ولا حد بيلعن سلسفيل أم البلد اللي ما بياخدش فيها حق تعبه وعرقه وشقاه وهوَّ أصلاً بيهجّص وعامل نفسه بيشتغل.