الفرق بين معصية الخالق وعصيان الحاكم
طبعاً كلام فارغ من "إبراهيم عيسى"
كعادته دائماً في الأمور الدينية .. فمن المؤكّد أن للصيام الكثير من الفوائد الصحيّة ومن المُسلَّم به أن له العديد من الحِكَم المعنويّة ولم يشرّعه الله لنا هباءً كما يقول .. وإذا كان
هو نفسه مقنتع بأن الأوامر الدينية "السيادية" من الله يجب إطاعتها
فوراً وأن الاستغراق في جدواها وحِكْمتها لا يجوز وأن تمريرها على العقل والمنطق
ما هو إلا لغوٌ وسفسطة فلماذا يستغرق هو في البحث عن تفسيرٍ لآياتٍ من القرآن كآية
الحجاب؟ .. ولماذا يمرر الأحاديث النبويّة على عقله القاصر ومنطقه المغلوط بحجة أن
"البخاري" اختلق الكثير من الأحاديث؟
لقد أصبح الجهر بالشاذ من الأمور (خصوصاً
الأمور الدينية) والخروج عن المألوف صيحةً جديدةً للوصول للشُهرة والاهتمام ..
لماذا لا يمنع المجلس الأعلى للإعلام غير المتخصصين في الخوض في مناقشاتٍ لا جدوى
منها سوى الزعزعة والبلبلة وهدم ثوابتٍ لا يجب المساس بها؟ .. لماذا لا يُلزم هذا
المجلس وسائل الإعلام المختلفة بالتقيّد بالتخصّص؟ .. بحيث لا يتكلّم في الهندسة
إلا المهندسون ولا يتحدث في الطب غير الأطباء ولا يناقش القوانين سوى المحامون ولا
يفتي في الدين مَن لم يحُز على إجازةٍ مُعترَفٍ بها في الشريعة (وليس أي رجل دين
والسلام).
في مصر فقط: يمكنك التشكيك في الدين أو العلم ويمكنك إثارة العديد من القضايا الوهميّة حول الأمور الإسلاميّة أو حتى الإلهيّة ويمكنك أن تحوز مساحاتٍ عريضة في الإعلام لو كنتَ مُلحِداً أو كافراً بوجود الله أو مقدّساته والعياذ بالله .. ولكن لا يمكنك أبداً أن تكون معارضاً للسُلطة أو ناقداً للأمور السياسية وإلا فمصيرك محتوم: معتقل المغول وبئس المصير.