أين مراعاة حرمة المسجد وآداب التواجد به؟
الفارق بين زجل "الخمورجية والحشّاشين
والشوارعية والنصابين" داخل جوامع ومساجد العامة وبين قصيدة "الخمرة
الإلهية" لـ "ابن الفارض" في سرادقات ومجالس الصوفيين الخاصة
كالفارق بين الأرض والسماء .. فالكلمات السوقية الصادمة - والتي لها مدلولات سيئة
ومعاني فاسدة لدى العوام الجاهلين بنوايا المنشد - لا تتناسب بالطبع مع هيبة
وقدسية وجلال المساجد بل تتنافى أصلاً مع الذوق العام .. ولذلك لم يكن يصح إطلاقاً
من هذا المنشد المعمّم أن يتناول تلك العبارات وهو في حرمة المسجد وربما شجّعه على
ذلك حالة الانفلات الديني والانفلاج الروحي والسيبان المجتمعي والسيلان الأخلاقي
والانفتاح الفكري والانفشاخ التنويري التي تمر بها مصر عموماً.
بقي لي تعقيب: هل لاحظتم معي الحالة والأسلوب والطريقة التي يجلس بها عامرو المسجد داخل بيت الله؟ .. منتهى التهريج والمسخرة والانحطاط وعدم مراعاة آداب الوجود بالمساجد وعدم الاحترام في حضرة الله تعالى .. ولربما كانوا أكثر وقاراً والتزاماً واحتراماً لو كانوا في حضرة البيه مأمور القسم أو الباشا سيادة المحافظ أو البرنس معالي الوزير .. ربنا يلعنهم في كل كتاب.