لقاء مع "أدولف هيتلر" (3)
- والآن أيها الوغد قُصْ عليَّ تفاصيل
هذه الإبادات.
- بدأتُ التفكير بالأمر 1920 بعد أن انتهيْت من قراءة كتاب "الرخصة" للقانوني "كارل بايندنك" والطبيب النفسي "ألفريد هوج" وكانا يستعرضان فيه فكرة القيام بتعجيل القتل الرحيم للمصابين بالأمراض المستعصية وبالعيوب الجسديّة والذهنيّة لتحسين النسل البشري بهدف تكوين مجتمع أكثر صحةً وذكاءً وإنتاجيّة من أجل الحد مما أسمياه بالمعاناة الأنسانية .. حينها تبلورت الفكرة في ذهني وتطوّرت لأقرّر عدم الاكتفاء بتخليص المجتمع الألماني من عيوبه الجسديّة والذهنيّة فقط بل امتدت أيْضاً لتخليصه من ذوي المعتقدات الدينيّة والفكريّة التي تنخر فيه ليعيش فقط المواطن الألماني السليم بدنيّاً وذهنيّاً وعقائديّاً وفكرياً ليتوافق مع ما يحقق غايتي في تنصيب ألمانيا كقوّة عظمى وحيدة في العالم .. وبدأت في شرعنة ما أفكّر به وأخطّط له بإصدار عدّة قوانين وخطط لتقنين القبض على الفئات المستهدَفة لهؤلاء المواطنين الغير مرغوب فيهم والذين أسميْناهم "بالمنحطين أو الدونيّين أو تحت البشر" للتخلّص منهم وقتلهم ولكن بعد أن نستخدمهم أوّلا كحيوانات اختبار في التجارب العلميّة وإجراء الاختبارات الدوائية أو العمليّات الجراحيّة التجريبيّة أو حتى تمرين الجنود على التصويب عليهم كأهداف ثابتة أو متحرّكة كذلك اختبار تأثير بعض الأسلحة الناريّة أو الكيميائيّة عليهم ككائنات بشريّة حيّة .. وبالفعل صدرت قوانين كقانون "نورمبرج" وقانون "القتل الرحيم" وقانون "أكسيون تي 4" والتي أعقبها وضع خطط للتنفيذ الفعلي كخطة "الحل النهائي" وخطة "مدغشقر" .. وبدأنا في إنشاء العشرات من معسكرات الاعتقال في البداية ثم معسكرات العمل ثم معسكرات الإبادة في النهاية .. ومَن ينجو مِن التجارب يتم توجيهه للعمل في أشغالٍ شاقّة فإذا ما أصبح غير قادرٍ على هذه الأعمال القسريّة تتم تصفيته إما بإطلاق النار الجماعي أو بإعطائه حقناً سامّة قاتلة أو بحرقه داخل أفران المحارق أو بحشره في غُرَف أو أفران غاز أوّل أكسيد الكربون المميت أو بالتجويع حتى الموت إن كانت إمكانيّات معتقل الإبادة قاصرة.
- ومَن الذي كان يقوم بالإشراف على تلك
المجازر أيها القاتل الخسيس؟
- قطاعاً واسعاً من الجيش الألماني
والمدنيين الألمان ووحدات من الشرطة الألمانية وجهاز المخابرات
"جيستابو" وميليشيات القوّات
الخاصة النازيّة الـ"إس إس" التي كان
يقودها مسؤولون كبار في وزارات الداخلية والعدل والنقل والمواصلات والخارجية
بالإضافة إلى بعض العلماء والأطباء الألمان.
- ما شاء الله .. شعبٌ كاملٌ متورّطٌ
معك في هذه الكوارث.
- منهم مَن كان مقتنعاً بجدوى وأهميّة ما نفعل ومنهم مَن كان لا يجرؤ على مخالفة الأوامر حتى لا يُقتَل .. وبالمناسبة لم يكن الألمان وحدهم مَن قام بـ"الهولوكوست" بل شاركهم أيْضاً مجموعات عديدة أتت من دول المحور وخاصةً "إيطاليا وكرواتيا ورومانيا وبلغاريا والمجر" الذين ساهموا بإرسال كل مَن كان على أراضيهم من اليهود إلى معسكرات الإبادة ثم أشرفوا على قتلهم.
- لا حوْل ولا قوّة إلا بالله .. واللهِ
يا أخي مش لاقي كلام أقدر اوصفك بيه .. إنت أكيد مش بني آدم .. ولا حتى حيوان ..
إنت شيطان .. الوِد وِدي اخنقك واقضم زمّارة رقبتك بسناني .. بس مش عايز اوسّخ
إيدي اللي ح تتمد على كلب زيّك .. عموماً كل اللي فاضِل لك ف الدنيا 3 شهور لغاية
ما تنتحر بنفسك بعد ما تعرف إنك اتهزمت في الحرب وتنذل وتنقهر .. الله يلعنك في كل
كتاب.
ولم أنتظر رد هذا السفّاح وتركته فاغراً فاه
يسبح في بحرٍ من التساؤلات فدخلت آلة "الزمكان" وضبطت مؤشريْها على
الوقت والمكان الحالييْن، وبعد أن وصلت غرفتي أسرعت بخلع ملابسي وإزالة تنكّري
وكتبت هذا الحوار الذي كان قبل أن أنسى تفاصيله، وبعد أن انتهيْت قفزت داخل فراشي
وغرقت في سباتٍ عميق.