خبر
أخبار ملهلبة

ما أشبه الليلة بالبارحة



سبتمبر 2019 :

 

 

منذ أكتر من 6 سنوات بدأت تعلو المطالبات الشعبيّة برحيل رئيس مصر آنذاك الدكتور "محمد مرسي" (رحمه الله) وانقسم الشعب ما بين طائفةٍ مؤيّدةٍ لرحيله بسبب سياساته الفاشلة محليّاً ودوليّاً وطائفةٍ معارضةٍ لرحيله تمسكاً بنتيجة الانتخابات الشرعيّة التي لم يمر عليها سوى عام .. وكانت كل طائفة تدعي الأغلبيّة وقتها .. وكان العبد لله مؤيّداً لرحيله ورافضاً أيضاً لعزله أو الانقلاب عليه فكنت أرى بعقلي القاصر وتفكيري المحدود أن السبيل الوحيد للخروج من الأزمة هو قيام الدكتور "محمد مرسي" نفسه بالدعوة إلى انتخابات رئاسيّة مبكّرة "حرة" وطرح ثقة الشعب فيه حتى تتخذ أغلبيّة الشعب قرارها الحر تجاهه إمّا بالرحيل فوراً وإمّا باستكمال مدة رئاسته لنهايتها .. وكنت أقول أنني لو كنت مكان "مرسي" لفعلت ذلك فوراً لأثبت للعالم - إن كنت صادقاً - مدى زهدي في السلطة وليس تشبثي بها وأنني وقتها كنت سأكتسب المزيد من المؤيّدين لبقائي .. ولكن للأسف تمسّك "مرسي" بكرسي الحكم فضاعف من شكوك الناس تجاهه وتجاه جماعته فزادوا في رفضه ثم انتهى الأمر إلى ما يكره الجميع فوقع وما زال يقع الآلاف من الضحايا من المصريين .. منهم أبرياءٌ من الإخوان ومحبيهم انقادوا بغباء وراء شعارات قادة الجماعة الجوفاء بدعوى الحفاظ على الشرعيّة ومنهم أيضاً أبرياءٌ من أفراد الجيش والشرطة الذين كانوا ينفذون أوامر قياداتهم .. وما زلنا نعيش تبعات القرار الخاطئ لـ"مرسي" برفضه ترك الحكم في هدوء أو إجراء انتخابات "حرة" مبكّرة.

والآن (بعد دعوة البعض للتظاهر بالشوارع في يوم 20 من هذا الشهر) نقع في نفس الأزمة فكل من مؤيّدي الرئيس "عبد الفتاح السيسي" ومعارضيه يدّعون أنهم أغلبيّة ولا نيّة لأيٍ منهم في التراجع عن موقفه .. وأصبحت الكرة الآن في ملعب الرئيس "السيسي" الذي أرجوه ألّا يعرّض المزيد من أرواح المصريين للهلاك وإراقة الدماء فهو مسؤولٌ عنها أمام الله .. وأرجوه ألّا يقع فيما وقع فيه غيره من أخطاءٍ وزلل حتى لا ينتهي مصيرنا إلى آلاف الضحايا الجدد أوينتهي مصيره أيضاً بالقتل أو السجن .. ولتكن له العبرة والعظة في تصرّف الرئيس السابق "مبارك" (رغم معارضتي الشديدة له) الذي كان حكيماً عندما تنحى عن الحكم فحفظ حياة المصريين وحفظ حياته ونفسه أيضاً من المجهول فجنّب بلاده مصير سوريا وتلافى هو نفسه مصير "القذافي" في ليبيا.

العناد يا سيدي الرئيس لا يجدي في هذه الأحوال وربما يفضي بالبلاد إلى خضم الفوضى والدمار .. وربما لا يحدث شيء (إن شاء الله) هذه الأيّام وربما يتأجّل حسم هذا الموقف بضع سنوات ولكنه واقعٌ لا محالة إذا استمرّت نفس الظروف على ما هي عليه .. ونصحيتي لك هي الرحيل بكرامة (كما قلت أنت نفسك من قبل في خطابك منذ أربع سنوات) أو على الأقل دعوة المصريين لإجراء انتخابات رئاسيّة مبكّرة أو إجراء استفتاء بـ"نعم" أو "لا" لتجديد الثقة بك أو طرحها عنك .. شرط أن تكون الانتخابات (أو الاستفتاء) بحريّة وشفافيّة ليلتزم الجميع بنتائجها ..... والله من وراء القصد.

google-playkhamsatmostaqltradent