خبر
أخبار ملهلبة

"السيسي" يفتح قلبه "لابن أبي صادق" | أجرأ حوار لم يُنشر مع الرئيس "السيسي" (6)



أهرامات الجيزة وأبو الهول أثناء عرض الصوت والضوء في الليل

"السيسي" يفتح قلبه "لابن أبي صادق"  (6)

 

 

- بصراحة كده يا ريّس: سيادتك راضي عن هامش الحريّات في "مصر"؟

- هههههههه .. أقول لك وما تقولش لحد؟ .. لأ .. هههههههه .. بص يا دكتور .. المصريين ساعات بيخلطوا بين الحريّة وبين الفوضى .. إحنا في مرحلة دقيقة جداً ما ينفعش يبقى فيها فوضى .. آديك شايف البلاد اللي حوالينا عاملة إيه .. أنا سايب هامش مش بطّال للناس تعبّر عن رأيها بكل حريّة بس مش عاوزها تتقلب سبهللة .. ثم إن فيه قنوات شرعيّة لإبداء الرأي مهما كان .. زي الاستفتاءات والانتخابات والصحافة والإعلام .. مش لازم نعبّر عن رأينا بالمظاهرات فقط.

-  آآآآه .. جينا بقى للانتخابات .. ده فيه سؤالين هنا بخصوص الانتخابات ح اقولهم لسيادتك مرة واحدة .. الأولاني: ليه رجعنا تاني لمجلس الشورى أو الشيوخ؟ مش احنا قلنا ما لهوش لازمة وتكاليف ع الفاضي؟ .. والتاني: ليه حضرتك بتعيّن بنفسك حوالي 100 عضو في مجلس الشيوخ و 30 عضو في مجلس النواب؟ مش كده يبقى افتئات على العمليّة الديموقراطيّة وإهدار لفرص ناس تانية كانوا أوْلى بالعضويّة؟

-  هههههههههه .. افتئات .. ههههههه حلوة افتئات دي .. ههههههههه .. جبتها منين دي .. هههههه .. بص يا دكتور .. مجلس الشيوخ ده معمول علشان يستكمل الشكل الديموقراطي للحياة السياسيّة في البلد وعلشان يبقى أداة تنوير للقضايا والمشاكل اللي البلد بتقابلها ولإلقاء الضوء على طرق حلّها عن طريق طرحها للنقاش من خلال المختصين كلٌ في مجاله .. بحيث القضايا دي لمّا تروح مجلس النوّاب تكون قُتِلَت بحثاً من جميع الوجوه لإن ساعات النوّاب ما بيلاقوش وقت كفاية يدرسوا القضايا دي .. وبعدين يا سيدي ما تستنّوا مجلس الشيوخ يشتغل الأوّل وبعدين انتقدوه وقولوا إن كان له لازمة ولّا لأ .. هيَّ معارضة وخلاص .. أمّا بالنسبة بقى لتعييناتي في المجلسين فده مش افتئات ولا حاجة .. هههههه .. كلنا عارفين إن الانتخابات مش شرط تأتي بالأفضل وبيبقى لها حسابات عِرقيّة ومذهبيّة معيّنة وساعات بتقوم على تبادل العلاقات أو المصالح .. علشان كده أنا بتعييناتي دي باحاول اعمل توازنات سياسيّة وفئويّة .. يعني باراعي في تعييناتي القوى السياسيّة المظلومة في الشارع .. وكذلك باحاول أزوّد تمثيل المرأة اللي هوَّ أصلاً قليّل .. وبرضه لازم الإخوة الأقباط ياخدوا فرصتهم في المشاركة .. ده غير الشخصيّات العامة ذات الثقل الفكري العزوفة .. ههههه .. شفت عزوفة دي؟ .. ههههههههه .. إيش معنى انت تقول افتئات واسكت لك .. ههههههه .. العزوفة عن خوض المعارك الانتخابيّة .. وهكذا.

-  آخر سؤال بقى .. علشان انا عارف إني تعبتك معايَّ .. سيادتك توصف طريقة مجيئك في منصب الرئاسة بإيه؟ .. ثوْرة ولّا انقلاب؟

-  ثوْرة ولّا إيه؟

-  آآآآآآ .. ولّا .. اممممممم .. إحم إحم .. (بصوتٍ خفيض) .. ولّا انقلاب سعادتك.

-  مالك بتقولها بصوت واطي ليه .. مش سامع .. صوت الموج عِلي والهوا جامد.

-  إنــ .. إنقلاااااااب (قلتها وأنا أزدرد ريقي الذي جفَّ فجأة).

-  يخرب عقلك .. عمّال تقول انقلاب انقلاب .. أهو الجو قلب أهو والهوا بقى شديد راخر .. ياااااه! .. إيه ده؟ .. حاسب يا دكتور .. الموجة اللي جايّة دي جامدة قوي .. يا خبر!              

وفيما كنا نتجاذب أطراف هذا الحوار الممتع إذا بموْجةٍ عالية تقبل علينا بسرعةٍ هائلة فترتطم بالصخور التي كنا نجلس عليها فيندفع ماء البحر نحونا بفعل الهواء الشديد ويصطدم بنا فيختل توازننا ونسقط داخل الأمواج ويجرفنا البحر الغادر نحو أعماقه ولكن الرئيس الرياضي سرعان ما يستعيد توازنه ويسبح ضد التيّار ويمسك بي في آخر لحظة وينتشلني من هذا الخضم الهائج ويعود بي لبر الأمان.

واستيقظت من نوْمي العميق فجأة وأنا ممسك بكوب العصير الذي أختل توازنه في يدي بعد نوْمي المفاجئ فأصبح فارغاً بعد أن انسكب ما بداخله كله على صدري وما تحته وبلّل ملابسي فأدركت ساعتها أن ما كان بيْني وبيْن الرئيس "عبد الفتاح السيسي" ما هي إلا أضغاث أحلامٍ سيطرت على تفكيري بعد الإرهاق الذي تكبّدته اليوْم لمحاولة مقابلته، وقمت من فوْري لأنظّف الفراش وأبدّل ملابسي وأنا أسرح بتفكيري في سؤالٍ ألح عليّ وسيْطر على تفكيري: هل يستطيع هذا الرئيس النشيط أن يخوض في غمار ذلك البحر الثائر المضطرب المليء بالمشاكل والقضايا الملحّة التي تحيط بوطننا الجميل من كل جانب؟، وهل يقدر على مجابهة المخاطر التي ستواجهه لينقذ المواطن المصري - كما أنقذني في الحلم - من أيّامه الصعبة وظروفه العسيرة فيرسو بسفينة الوطن على مرسى الطمأنينة في هدوء؟

بالطبع لي تحفظاتي على العديد من قرارات الرئيس وسياساته ولي رأيٌ مخالف في كلٍ منها ولكن كما يقولون "اللي على البحر عوّام" و"اللي إيده في الميّاه مش زي اللي إيده في النار" وربما تغيّر رأيي لو كنت في موقع المسؤوليّة (لا قدّر الله)، ولكنني على تمام العلم بأننا – قيادةً وشعباً – في مركبٍ واحدة ومن الغباء بمكان أن أحارب ربّان السفينة التي استقلّها مع أهلي أو حتى أن أتمنى له الفشل فلو جنحت السفينة فسنغرق جميعاً وهو ما لا أريده ولا أرغبه، فقط عليَّ فعل ما يجب على كل مواطنٍ صالح وهو دعم القرارات والسياسات التي أراها صواباً وانتقاد القرارات أو السياسات التي أراها جانبت الصواب وفي كلتا الحالتيْن ربما أكون مخطئاً أو مصيباً ولكنني أيضاً في كلتا الحالتيْن لي أجرٌ أو أجران.

أدعو الله له ولكل المسؤولين معه أن يعينهم على خدمة وطنهم ومواطنيهم راجياً لهم كل النجاح والتوفيق آملاً أن يراعوا ما بالمقال من آراءٍ ومشاعر يتداولها الرأي العام وكذلك أن يعملوا على تحقيق ما جاء به من مقترحاتٍ وأفكار .... و الله من وراء القصد.

google-playkhamsatmostaqltradent