"للحب آلهةٌ كثيرة" | الفصل السابع (1)
ظلّت
"عبير" جالسةً على كرسيها وقد نفذ صبرها بعد أن تأخّرت "بسمة"
على موعدهما في النادي، فقد كانت "عبير" في أقصى حالات التحفّز لتلقي في
وجه "بسمة" بقنبلتها التي أعدّتها لتفجير حياتها الزوجيّة من الأساس،
وبمجرّد أن ظهرت "بسمة" وجلست أمام "عبير" حتى عاجلتها
الأخيرة بسؤالها:
- إيه ده يا
"بسمة"؟ .. كل ده تأخير؟
- معلهش ..
المواصلات .. بقى لِك كتير قاعدة؟
- من بدري .. ييجي
من ساعة قاعدة على نار .. أصلي عايزاكي ف حاجة مهمّة.
- ده انا اللي عندي ليكي
خبر بمليون جنيه.
- خير؟
- جايبة لِك عريس.
- يا سلام!
- آه واللهِ ..
دكتور زميلنا .. ابن حلال .. طول بعرض وعنده واحد واربعين سنة .. وزي حالاتِك ..
مراته ماتت .. بس ما سابت لهوش عيال .. وما شاء الله عنده شقّة وعربيّة و......
- لا يا اختي يفتح
الله.
- ليه؟
- عايزاني اكرّر
التجربة المنيّلة اللي عدّيت بيها؟ .. أنا كده حلوة قوي.
- يعني ح تفضلي كده
طول عمرِك من غير راجل؟
- قُطعوا .. يغوروا
ف داهية .. إلّا ما فيه حد فيهم عِدِل .. ما يجيش من وراهم غير النكد وتقصير
العُمر .. أنا كرهت صنف الرجّالة كلّه .. بلا قرف.
- مش كلّهم واللهِ
.. فيه وفيه .. الدكتور ده كويّس قوي وغلبان .. زي جوزي تقريباً.
- وهوَّ جوزِك ده
بني آدم؟ .. إسمحي لي يا "بسمة" .. أنا مش قادرة امسك نفسي.
- ليه؟ .. عمل إيه
تاني؟
- دي ريحته فاحت
خالص .. وبقى معروف بين زمايله الدكاتره بإنه مستعد يعمل أي حاجة علشان خاطر
نزواته وشهواته.
- إزّاي؟
- تصدّقي إن فيه
دكتور دُفعته قال لجوز "عزيزة" ع البلاوي اللي بيعملها ف عيادته لدرجة
إنه اتبرّع لواحدة م الستات اللي يعرفهم بكليته مقابل إنه يعمل معاها علاقة ف
الحرام .. ده عبيط ده ولّا إيه! .. واللهِ انا خايفة يبيع حد من عياله علشان خاطر
واحدة من ايّاهم.
- استنّي استنّي ..
ده أصلاً عايش بكلية واحدة من ساعة ما شال التانية السنة اللي فاتت لإن كان فيها
ورم.
- لا يا حبيبتي ..
ما كانش فيها ورم ولا حاجة .. ده ادّاها بمزاجه لعشيقته.
- معقولة توصل بيه
الحكاية للدرجة دي!
- وأكتر كمان ..
قولي لي بقى إنه اتبرّع بيها لوجه الله! .. طب أنكَر عنِّك ليه وقال لِك إنه شالها
علشان ورم؟ .. طبعاً علشان ما يتفضحش قُدّامِك.
- بصراحة انا مش
مصدّقة الكلام ده .. "كريم" راجل عاقل ومتّزن .. مش معقول واحدة تضحك
عليه بالسهولة دي.
- ما انا كنت زيّك ف
الأوّل لغاية ما الدكتور اللي دُفعته ده بَعَت لجوز "عزيزة" الإثبات ..
أصله بيشتغل ف المستشفى اللي اتعملت فيها عمليّة نقل الكلية وقدر يصوّر عقد التبرع
و"عزيزة" بعتتهولي .. أنا جايباهولِك ف الشنطة .. أهُه .. خدي اقريه.
- ورّيني كده ..
فعلاً ده إسم "كريم" هوَّ المتبرّع طرف أوّل .. وإسم الطرف التاني مشطوب
عليه .. باعتباره وكيلاً عن السيّدة .. وبرضه إسم السيّدة دي مشطوب عليه .. مش
باين.
- يمكن بقى الدكتور
اللي صوّر الورقة دي هوَّ اللي شطب ع الأسامي علشان ما يطلّعش أسرار المستشفى
والمرضى برّه .. وهوَّ جوزِك يقدر ينكر؟ ..إنتي بس ورّي له الورقة وحُطّيها ف عينه
.. ده انا من ساعة ما عرفت وانا الدم فاير ف نافوخي .. إيش حالِك انتي بقى.
- ده شغل عيال
مراهقين مش عارفين مصلحتهم .. بقى يقطع حتّة من لحمة علشان متعة زايلة!
- ما هو الراجل من
دول لمّا بيكبر ف السن شويّة بعيد عنِّك بيخرّف وما بيبقاش داري باللي بيعمله.
- أعمل إيه ده
الوقت؟ .. أروح فين وآجي منين؟
- لازم تواجهيه يا
"بسمة" .. واطلبي منه الطلاق .. وسيبي له البيت يتطربق على دماغه وتعالي
اقعدي عندي لغاية ما تنهي كل شيء بينِك وبينه .. خدي انا معايا مفتاح زيادة لشقّتي
.. وانتي عارفة السكّة طبعاً .. اعتبريه بيتِك وانا اللي ضيفة عندِك.
- طب والعيال؟
- سيبيهم له يحتاس
بيهم شويّة علشان يعرف بقيمتِك .. قولي كويّس إنهم ف أجازة الصيف .. وما فيش دراسة
يتأخّروا فيها.
- طيّب .. أنا ماشية
.. سلام.
- مع السلامة يا
"بسمة" .. ربنا معاكي.