الفرق بين الناشط صاحب الأفلام الجنسية والناشط صاحب الجنسية المصرية | مقال جنسي للبالغين فقط
طبعاً أنا لست بصدد التعليق على عوْدة عضوٍ سابقٍ بالدوْرة الأولى لمجلس النوّاب إلى أحضان بلده بعد أن طوّل في مُدّة غيابه في ذاك البلد الفرنساوي حتى تكاثرت حوْله الشائعات خصوصاً أنني لا أخسر شيئاً من هذه العوْدة فهو لن يجلس على رأسي أو على حِجري مثلاً .. ولكنني أتعجّب فقط من أن صدر "مصر" الرحب لا يتسع إلّا لمثل هذه النوعيّة من النشطاء الذين يتعاطون مع تلك المنشطات السياسيّة التي تجعلهم نشيطين في مجالٍ دون آخر ضمن إفرازات المجتمع وأعضائه بعد ثوْرة أو فوْرة يناير .. فإذا نشطوا على فراش الفن فلا بأس وإذا اغتصبوا حق أحدٍ فلا غضاضة أمّا لو سوّلت لهم طبيعتهم القذرة أو أخلاقهم النجسة أن يدنّسوا الساحة السياسيّة أو يلمسوا بأنفسهم مشاكل الوطن الحسّاسة أو يضعوا أصابعهم وأنوفهم في أمور الدوْلة أو يتحرّشوا برؤوس السُلطة وأذنابها فإن قضاءها ينتصب بشدّة ويكون لهم واقفاً بالمرصاد فيزج بهم في السجون والمعتقلات التابعة لوزارة الداخليّة ليظلّوا فيها سنيناً يتحسّسون طريق العدل عندما يمسك الواحد منهم بقضيب شبّاك الزنزانة ويحلَم بالحريّة.
وقد يسأل السائل نفسه: ما سر العلاقة بين الدوْلة والناشطين ولماذا تستقبل بلدنا الصِنف الأوّل من النشطاء بالمغازلة والمداعبة وتغدق عليهم باللَثْم والقبلات والعناق وتُبدي لهم أثناء حرارة اللقاء بينهم مظاهر المازوخيّة دونما خجل رغم ما يعتريهم من عُهرٍ سياسي وفسادٍ مجتمعي ومجونٍ أخلاقي ودعارةٍ فكريّة في حين أنها تتفنّن في ممارسة أساليب الساديّة مع الصنف الثاني فتجبرهم على أن يخلعوا ثوْب المعارضة الشرعيّة ويلبسوا في أيديهم الأصفاد وتنهال عليهم عضاً ووخزاً وتجلدهم بقسوة في تلذذٍ واضح بكرباج الكراهية وتشعر بالارتواء عندما تسمعهم يتأوّهون ويُصدِرون آهات التعذيب؟
لماذا ترقص وسائل الإعلام فرحاً برجوع المنتفعين من البلاد الذين مصّوا دماء الوطن بحريّةٍ وإباحيّة في نفس الوقت الذي تتهيّج فيه ضد المخلصين لهذا الوطن وتحتك بهم احتكاكاً شديداً وتتهمهم باتهامات مخلّة بالشرف وتركلهم بعنف على ظهورهم وأردافهم وربما تقذف بهم قذفاً سريعاً ونهائيّاً خارج شبكة المشاركة السياسيّة بلا رجعة بعد أن تشن عليهم حملات هجوم مثيرة وشرسة وساخنة بغرض إثارة السُلطات (التي تمر بمرحلة المراهقة السياسيّة أصلاً) عليهم وتسخينها ضدهم ؟
كيف طاوعت بلدي قلبها ووقفت مكتوفة الأيدي واضعةً يديْها على خصرها دون حراك وهي تشاهد مَن ينافقون ويلعقون الأحذية ويطبّلون للظالمين بطريقةٍ شهوانيّة ليصلوا لأعلى المناصب فلا يتركون كراسيهم حتى يشعروا بالشبق الكامل والمتعة التامّة وتذهب عنهم الرغبة في الحُكم بعد أن يصابوا بالارتخاء والملل عقب سنينٍ من بلوغ السعادة والنشوة؟ .. وكيف ضيّقت على مَن حملوا همومها وجاهدوا أنفسهم ليكسروا شهوة السُلطة بداخلهم وأبوا أن يستمتعوا بحياتهم من أجل أن يجعلوها تحتل المكانة التي تستحقها في الصدارة بعد أن استقرّت في مؤخرة الأمم؟
هل تستمر "مصر" - دوناً عن الجنس البشري كلّه - في هذه العادة القميئة التي تقوم بها منذ فجر التاريخ ألا وهي الاهتمام الفاضح بطبقةٍ غنيّة حازت على كل الامتيازات والتجاهُل الفج والفاجر لطبقة الفقراء الذين عاشوا أوقاتاً صعبة وسط أوضاعٍ شاذّة ورضعوا الحرمان من ثدي البؤس وخرجوا من رحم المعاناة وتكيّفوا على الحياة القاسية وعاشوا ليْلاً حالكاً آملين في انبلاج فجر الحريّة وإيلاج العدالة في البلاد؟
إلى متى يركب الغني صاحب الثروة الفاحشة الذي يرفل في قصرٍ منيفٍ رَحْب فوق الفقير صاحب العيال الذي يضّجع معهم في حجرةٍ واحدةٍ ضيّقة؟ .. إلى متى لا يرتاح الموسر إلّا بعد اتباع غرائزه بالاستيلاء الغاشم ووضع يده على جميع ما يملكه المعسر وتَرْكه عارياً من كل حقوق يعاني الرعشة من برد الاضطهاد القارص والقارس في العراء غير المحدود؟