في ذكرى مذبحتي "رابعة" و"النهضة" وضحاياهما من الإخوان .. والجيش والشرطة
في ذكرى فض اعتصاميْ "رابعة" و"النهضة": ما زلت أظن - وليس كل الظن إثم - أنه كان بإمكاننا تفادي وقوع هذا العدد الرهيب من الضحايا الأبرياء من عامّة الشعب إذا تغلّبت مصلحة الناس على الأطماع وشهوات المال والنفوذ .. وأن دم هؤلاء معلّق في رقبة طرفيْ الصراع القميء على السلطة: قيادات الجيش والشرطة (ولا أقول أفراد الجيش والشرطة) وقيادات الإخوان (ولا أقول أعضاء الإخوان) فكلاهما استخدم مواليه من عامّة الشعب الغِر (الذي لم يستفِد شيئاً في ظل حكم أحدهما للبلاد) كوقودٍ في حربٍ حقيرة لم يكن ليجني مكاسبها سوى الكبار في حين تم التغرير بالفقراء السذّج الذين زادوا فقراً فوق فقرهم فانساقوا وراء كلاهما نحو هاتيْن المذبحتيْن الضروستيْن دون تفكير حالمين بمستقبلٍ أفضل لهم ولأولادهم من بعدهم بناءً على وعود الجناة الآثمين .. ولا تحسبوا أيها النابهون أن القاتل بحالٍ أفضل من المقتول .. فالمقتول مات من فوْره واستراح ولكن القاتل (إن كان لديْه ذرّة ضميرٍ وثِمّة شعور) يموت كل يوم ولن يستريح إلّا بعد أن يقتص منه الله على سفك دم أخيه في الدين والوطن.
وأرجو ألّا يتمادى بعضنا في الإغراق في الغفلة ويظن أن حالنا ربما كان أفضل إذا ما انتصر الإخوان في مثل هذا اليوم
واستمروا على رأس الحكم .. فنحن في جميع الأحوال لا نمثّل لأي منهما سوى أرقاماً
لبعض الدهماء الهمج المحكومين الذين يعيش على مص دمائهم وشقائهم القائمون على
هاتيْن الفئتيْن المتصارعتيْن .. فلن يفرق معنا إن كانت قيادات أحداهما في الحكم
أو في السجن إذا ما تبودلت الأدوار .. الأمل في أبنائنا أو أحفادنا من عوام الشعب
المطحون ليغيّروا ما نشأنا عليه ويتغيّروا للأفضل فيحكم منهم من لا ينتمي لفصيلٍ
بعينه بل من ينتسب للوطن فقط ومن يتبع مصالح الأمّة دون أهواء لإنفاذ حكم الله
وحده لا شريك له .. وإنا لله وإنا إليه راجعون .. الفاتحة للشهداء (إن شاء الله)
من الطرفيْن.