رزق الهبل ع المجانين
لمّا تعرف إن الحكومة ترفض أن يكون 3000 جنيه هو الحد الأدنى للمرتبات في حين أنها تترك الحبل على الغارب لقطاعات أخرى في الدولة (حكومية وخاصة) لرصد المرتبات الخيالية (القابلة للسمسرة من تحت الترابيزة) لتحقيق أهداف خايبة وتافهة لا تساهم في تقدّم المجتمع أو تطويره في وطن يرزح 70% منه تحت خط الفقر ويأكل بعض أفراده من أكوام الزبالة .. يبقى كده منتهى الظلم الاجتماعي.
لمّا تعرف إن مرتب مدرّب الأهلي لوحده حوالي خمسة مليون جنيه شهرياً ومرتب أكبر أستاذ ورئيس قسم بأي جامعة لا يتعدّى 10 آلاف ناهيك عن معلّمي الابتدائي والإعدادي والثانوي .. يبقى حلال علينا انهيار منظومة التعليم ونستاهل إننا نشوف أي أم بتضرب ابنها بالجزمة وتقول له يا فاشل لو شافته بيذاكر علشان يطلع مهندس أو دكتور وتجبره إنه ينزل الشارع يلعب له ماتشين يمكن ينفعوه.
لمّا تعرف إن الزمالك بيرصد لمدربه سبعة مليون جنيه إلّا رُبع شهرياً غير تكاليف الإقامة في فندق خمس نجوم وتخصيص سيّارة بالسوّاق ومكافآت الفوز الضخمة (ده إذا فاز أصلاً وربنا نفخ في صورته وأخد المركز التاني كالعادة) في حين إن مرتب فرد الأمن الخاص السهران طول الليل في أي شركة لا يتعدّى الألف ونص شهرياً (يعني مرتب خمس دقايق لمدرّب الزمالك أو الأهلي) .. يبقى حلال علينا انتشار الفساد والرشاوي والسرقة بحجة تقليب العيش لإن الحياة صعبة.
لمّا تلاقي رؤساء وأعضاء مجالس إدارات الأندية بيقطّعوا بعض في الانتخابات وتلاقي المدربين عندهم قصور وفيلل في كل بلد وقرية سياحية وتلاقي اللاعب بيمشي من النادي علشان ما بيقدّرهوش وبيدّوا له عشرة أو عشرين مليون جنيه بس في السنة (زي رمضان صبحي اللي ساب الأهلي علشان عرض عليه 30 مليون جنيه بس في السنة فراح بيراميدز مقابل 40) .. يبقى ده هدم منظم للمجتمع وتحطيم مقصود لقيمة العمل والاجتهاد أصلاً.
ح تقول لي إن الكلام ده موجود في كل بلاد العالم وشوف اللاعب والمدرّب بياخد كام في أوروبا .. مع احترامي لسيادتك البلاد دي غنيّة وأغنت مواطنيها ووفّرت لهم كل مطالبهم الأساسيّة وشوف انت عامل النضافة بياخد عندهم كام .. هوَّ ما حدّش قال لسيادتك إن إحنا فقرا قوي .. لأ إحنا فقرا قوي .. وحرام ده يحصل عندنا .. قوي .. وآخر المتمّة وزارة الشباب والرياضة تطلّع من فلوس الشعب الفقير كام مليون كل سنة على سبيل الإعانة للأهلي والزمالك (آخرهم كانوا 100 مليون جنيه إعانة للزمالك) قال يعني تدعيم للرياضة في الوقت اللي الوزارة سايبة مراكز الشباب كالخرابات في مدن وقرى ونجوع مصر المحروسة رغم إن المراكز دي بتخدم القطاع الأكبر من الشباب وبتفرز أبطال رياضيين عالميين في جميع الألعاب زي محمد صلاح ومحمد رشوان والشحات مبروك وكرم جابر وغيرهم.
واللهِ يا أخي أنا في ربع هدومي ومكسوف من
ولادي ومش عارف أوشّي وِدّي منهم فين .. أقول لهم إيه؟ .. أقول لهم إني خدعتهم
لمّا كنت بانصحهم يذاكروا ويتفوّقوا وشعرهم يشيب وهمَّ في العشرينات علشان يبقوا
دكاترة ويعيشوا أقل من أقل لاعب في أقل نادي .. وأقل دي يعني أقل ماديّاً
ومعنويّاً واجتماعياً وكل حاجة.
شوف الكام مليون جنيه شهريّاً دول (في
نادييْن فقط غير باقي الأندية والمنتخبات وغير باقي الألعاب بخلاف كرة القدم)
يخلقوا كام فرصة عمل ويجوّزوا كام شاب ويستروا كام عيلة ويشبّعوا كام جعان
ويعالجوا كام مريض .. اتقوا الله يا كفرة .. إنتم يا بُعدا ما عندكوش دم؟