فيتامين "واو"
كانَتْ الساعَةُ تُشيرُ
إلى الثالِثَةِ عَصْراً حينَ ضَغَطَ سيادَةُ النائِبِ "عبدُ الشَفيعِ" عُضْوُ
مَجْلِسِ الشَعْبِ عَنْ دائِرَةِ "الجُمْرُك" "بالأَسْكَنْدَريَّة"
عَلَى جَرَسِ المَكْتَبِ طَويلاً ليَسْتَدْعي سِكِرْتيرَهُ دونَ أَنْ يُجيبَه، وقَبْلَ
أَنْ يَنْهَضَ ليرَى ماذا حَلَّ بمُساعِدِهِ فوجِئَ بهِ يَدْخُلُ عَلَيْهِ والعَرَقُ
ينْهَمِرُ مِنْ جَميعِ مَسامِّ جِسْمِهِ المُمْتَلئ فعاتَبَهُ بحِدَّة :
- إنْتَ نايِم عَلَى
ودانَك.. ساعَة بنضرَب لَك الجَرَس.. كُنْت فين؟
- لا مُؤاخذَة يا
باشا.. أَصْل الساعي ما جاش النَهارْ دَه عَلَشَان عَيَّان.. فنَزَلْت انا بنَفْسي
نجيب لسيادتَك العيش بِتاعْ كُل يوم.. والفُرْن
- أيوووه
- أَجارَكَ الله - كان زَحْمَة موت.
- أوْعَى تكون وَقَفْت
فِ الطابور؟
- طَبَعَاً لأ.. هوَّ
احْنَا بتوع طَوابير.. إحْنَا بنُدْخُل مِنْ جُوَّه ننَقِّي أَحْلَى عيش لسيادتَك..
بَسْ عَلَشَان نِطْلَع مِنْ بين الزَحْمَة دي نكونوا مُتْنا مِ الزَق والتَفْعيص
بين البَشَر.
- طَبْ تَعالَى خُد
مِنّي المَظاريف دي عَلَشَان توَصَّلْها بُكْرَه بنَفْسَك.
- أُأْمُرْني سيادتَك.
- الظَرْف دَه حَ تروح
بيه مُرور "محرَّم بيه" وتقابِل مُدير الإدارَة بنَفْسَك وتدِّي لُه الأَوْراق
اللي جُوَّه الظَرْف.. فيه أَوْراق بتاعِة ناس حَبايِبنا عايزين يطَلَّعوا الرُخْصَة
مِنْ غير امْتِحان سواقَة ووَجَع دِماغ.. وفيه إيصالات سَحْب رُخَص بتاعِة ناس
تانية فِ الظَرْف.. خلّيه يلْغِي المُخالفات دي ويشيلها مِ الدوسيهات بتاعِتْهُم
خالِص ويسَلِّمَك الرُخَص بتاعِتْهُم وانْتَ قاعِد بتاخُد قَهْوِتَك فِ مَكْتَبُه.
- رَبِّنَا يخَلّيك
لحبايبَك وتِخْدِمْهُم يا باشا.
- يا سِيدي ما الحَبايِب
دول حَ ييجي عَليهُم وَقْت ويِخْدِمونا مَعَ ناس تانية.. نظام شَيِّلْني واشَيِّلَك
يَعْني.. أَنا واسْطِة خير وبَسْ.. وانْتَ عارِف المَثَل اللي بيقول : "اللي
ما لهوش ضَهْر ينْضِرِب عَلَى بَطْنُه" و"العيلَة اللي مافيهاش صايِع حَقَّها
ضايِع".
- عَنْدَك حَقْ يا فَنْدِم..
فِ زَمانّا دَه الدُنيا مَصالِح.. والمَصالِح بتتْصالِح.. ويا بَخْت مَنْ كان النَقيب
خالُه.. وما حَدِّش حَ يفْلَح إلّا بنظام : "خالتي وبِتْ خالتي وللغَريبَة فُضَلْتي"..
المعارِف بينْفَعوا بَرْضُه.
- أَهي كُلَّها خَدَمات
ورَبِّنَا بيوَفَّقْنا نِعْمِلْها للناس.. الظَرْف دَه بَقَى حَ توَصَّلُه لمُدير
الجُمْرُك عَلَشَان يِفْرِج عَنْ رِسالِة عَرَبيَّات مَلاكي لواحِد صاحْبي مِنْ غير
ما يدْفَع فيها جَمارِك.. أَصْلُه بيسْتَوْرِد العَرَبيّات مِنْ أوروبّا عَلَى أَساس
إنَّها جايَّة للمُعاقين وتَوْ ما تُخْرُج بيبيعْها فِ الأَجانْس بتاعُه للناس
العاديين وبيستَرْزَق مِ الفَرْق.. أَهو كُلّه أكل عيش.
- رَبِّنَا يوَفَّق
الجَميع.
- والظَرْف دَه للِوا
"عَبْد المُجيب".. فيه ناس عايزين ينْزِلوا عَسَاكِر.. وناس تانيَة
عايزين يتْنَقَلوا وَحَدات قَريّبَة مِنْ بيتهُم.. وناس مِشْ عايزين يخُشُّوا
الجيش مِنْ أَصْلُه.. ياخْدوا إعْفا يَعْني.. والظَرْف الصُغَيَّر دَه "لنافِع"
باشا.. حَ تروح تدِّيهولُه بنَفْسَك فِ المُديريَّة.. أَصْل واحِد قَريبنا عَرَبيتُه
اتسَرَقِت مِنْ شَهْر وما حدّش حَ يسْأَل فيه ويجيب لُه عَرَبيتُه إلّا لمّا رُتْبَة
كِبيرَة توَصِّي عَلَيه عَلَشَان يهتَمُّوا بالموْضوع.
- حاضِر.. طَبْ وبقيِّة
الظُروف دي يا باشا؟
- زيَّها تَقْريباً..
كُلَّها خَـــدَمــات للناس مَــعــــارِفْنا.. اللي عــايز يدَخَّل ابْنُه المَدْرَسَة
وهوَّ أَصْغَر مِنْ سِن القُبول.. واللي عايز يدَخَّل كَهْرَبا أَوْ ميَّه أَوْ تِليفون
مِنْ غير ما ياخُد دور.. واللي عايز المَحاضِر والمُخالْفات اللي ضِدُّه فِ الحَيْ
تتْقَطَّع.. واللي عايزنا نكَلِّم لُه حَد مِ الضَرايِب عَلَشَان يخَفَّضوا لُه تَقْدير
الضَريبَة المُسْتَحَقَة اللي عَليه.. واللي عايِز ياخُد قَرْض مِ البَنْك بدون ضَمانات..
واللي عايِزنا نِسْتَثْنيه مِ الدور فِ حِصِّة السِماد بتاعتُه ونكَلِّم لُه الناس
بتوعنا فِ الجمعيَّة الزِراعيَّة عَلَشَان يشْتِروا محْصول القُطْن قَصير التيلَة
بتاعُه بسِعر القُطْن طَويل التيلَة.. واللي عايِز ياخُد شَقَّة مِنْ بتوع المُحافْظَة
مِنْ غير ما تِنْطِبِق عَليه الشُروط.. واللي عايز يتعالِج بَرَّه عَلَى نَفَقِة
الدَوْلَة وهوَ مِلْيونير.. وغيرُه وغيرُه.. كُلّها يَعْني طَلَبات عاديَّة.. بتاعِة
كُل مَرَّة.. آه.. شُفْت كُنْت حَ انْسَى.. الظَرْف اللَبَني دَه فيه أَوْراق واد
اسْمُه "طاهِر محمود حَسَن عَبْد الحَفيظ".. دَه يبْقَى ابْن ابْن خالِة
مِرات ابْن عَم خالِة أُمّي الله يرْحَمْهُم جَميعاً.. الواد دَه عايزين نعَيِّنُه
فِ أَيْ شِرْكِة بِتْرول هِنا فِ البَلَد.. وحَ تلاقي وَرَقُه كُلّه فِ الظَرْف وطَلَب
التَعْيين عَليه تَأْشيرَة مِنْ وَزير البِتْرول شَـخْصِيَّاً.
- بَسْ يا باشا حَسَب
القانون ما ينْفَعْش يتعَيِّن إلّا بَعْد ما ينْجَح فِ مُسابْقَة عامَّة يتِم الإعْلان
عَنْها رَسْميَّاً فِ جَريدَة حُكوميَّة وبَعْد استيفائُه لشُروط التَقَدُّم للوَظيفَة.
- طَبْ وإيه يَعْني..
ما احْنَا نخَلّي الشِرْكَة اللي حَ يتعَيِّن فيها تِعْمِل مُسابْقَة ونخَلِّيه هوَّ
الوَحيد اللي يقَدِّم فيها وينْجَح فيها لوَحْدُه.
- إزّاي؟
- خُد وَرَقَة وقَلَم
أَهُمْ واكْتِب :
{ تُعْلِنُ الشَرِكَةُ
الفُلانيَّةُ عَنْ مُسابَقَةٍ لتَعْيين مُحاسِبٍ بالشِرِكَةِ بالمواصَفاتِ التالية
: أَوَّلاً : المواصَفــاتُ الشَخْصــيَّة : أَنْ يكـونَ المُتَقَدِّمُ مُسْــلِمَ
الديانَة مِصْريَ الجِنْسيَّة إسْكَنْدَراني الهَويَّة زَمَلْكَاوي النَزْعَة ويَتِمُّ
إحْضارُ شَهادَةٍ بذَلِكَ مِنْ اثنَيْنِ موَظّفَيْن عَلَى أَلّا يَقِلُّ مُرَتَّبُهُما
عَنْ خَمْسِمائَةِ جُنَيْهٍ ويُحِبُ حَلَّ الكَلِماتِ المُتَقاطِعَةِ والسودوكو ويَهْوَى
المُسَلْسَلاتِ التُركيَّةَ ويُفَضِّلُ شَعْبان عَبْد الرِحيم وبَدْريَّة السَيِّد
ويُقَدِّسُ البامية باللَحْمَة الضاني وأَنْ يكونَ مِنْ مَواليدِ بُرْجِ الدَلْوِ
وبالتَحْديدِ 4 فِبْرايِر 1984.. ثانياً : الحالَةُ الصِحِيَّة : جَيِّدَةٌ مَعَ الوَضْعِ
في الاعْتِبارِ أَنْ يكونَ قَدْ أَجْرَى عَمَلِيَّةَ استئْصالِ اللوْزَتَيْنِ لِضَمانِ
عَدَمِ تِكْرارِ مَرَضِهِ بالْتِهابِ اللوْزَتَيْنِ أَثْناءَ العَمَلِ وأَنْ يكونَ
قَدْ أُزيلَت لَهُ بالفِعْلِ عَيْنُ سَمَكَةٍ مِنْ باطِنِ قَدَمِه اليُسْرَى
حَتَّى لا تكونُ سَبَباً في طَلَبِهِ لأَجازاتٍ مَرَضِيَّةٍ مِنَ العَمَلِ وأَنْ
يكونَ قَدْ أُعْفِيَ مِنَ الخِدْمَةِ العَسْكَريَّةِ بِسَبَبِ الفلات فوت اللَحْمي
والْتِصاقِ الفَخْذَيْن.. ثالِثاً : الحالَةُ الإجْتِماعِيَّة : أَعْزَبٌ ولَدَيْهِ
أَبٌّ بالمَعاشِ وأُمٌ ربَّةُ مَنْزِلٍ وأُخْتٌ مُدَرِّسَة.. رابِعاً : المُواصَفاتُ
الجُسْمانِيَّة : ذَكَرٌ واضِحُ المَعالِمِ قَمْحِيُ اللَوْنِ أَسْوَدُ العَيْنَيْنِ
أَفْطَسُ الأَنْفِ غَليظُ الشِفاهِ أَجْرودِيُ الذَقْنِ كِسْتِنائيُ الشَعْرِ شَرْقيُ
السِماتِ مَرِحُ الأَعْطافِ حُلْوُ اللَفَتاتِ كُلّما قُلْتُ لَهُ خُذْ قالَ هاتِ
والطولُ لا يَقِلُ عَنْ 175 ولا يَزيدُ عَنْ 176 سَنتيمِتْراً بالجَزْمَة والوَزْنُ
97 كيلوجراماً بالمَلابِسِ الداخِليَّةِ ولَدَيْهِ شامَةٌ عَلَى جَبينِهِ وحَسَنَةٌ
مُتَوَسِّطَةُ الحَجْمِ أَسْفَلَ السُرَّةِ (على اليمين شِوَيَّة) ومَقاسُ الحِذاءِ
44 بالفَرْش.. خامِساً : المُؤَهِّلاتُ الدِراسِيَّة : شَهادَةُ الإبتِدائيَّةِ
مِنْ مَدْرَسَةٍ خاصَّةٍ والإعْداديَّةِ مِنْ مَدْرَسَةِ الشَهِيدِ عَبَّاسِ بنِ فِرناس
والثانويةِ مَنازِل وبكالوريوسُ التِجارةِ مَعَ مُراعاةِ أَنْ يكونَ قَدْ رَسَبَ في
سَنَة تالْتَة مَرَّتَيْنِ لِعَدَمِ حُضورِهِ الامْتِحان.. سادِساً : السيرةُ
الذاتيَّة : أَنْ يكونَ "طاهرَ" الذِمَّةِ "مَحْمودَ" السُلوكِ
"حَسِنَ" السُمْعَةِ و"عبداً حَفيظاً" لأَسْرارِ عَمَلِهِ وأَنْ
يكونَ أَوَّلُ حَرْفٍ مِنْ اسْمِهِ طاءً وآخِرُ حَرْفٍ مِنْ اسْمِ جَدِّهِ الأكبَرِ
ظاءً.. سابِعاً : تُقَدَّمُ الطَلَباتُ في مَوْعِدٍ غايَتُهُ الساعَةِ التاسِعَةِ
والرُبْعِ مِنْ صَباحِ الغَدْ ولَنْ يُلْتَفَتَ إلى أَيِ طلبٍ تُرْفَقُ به توْصيَّةٌ
أَوْ تَزْكيةٌ مِنْ أَيِ مَسْئُول }.
وبَعْدَ أَنْ أَتَمَّ
"عبدُ الشَفيعِ" تَوْصياتِهِ لمُساعِدِهِ لتَنْفيذِ خِدْماتِهِ الجَليلَةِ
غادَرَ إلى مِنْزِلِهِ فَوَجَدَ زَوْجَتَهُ تَنْتَظِرُهُ عَلَى المائِدَةِ العامِرَةِ
والتي كانَتْ لا تَخْلو أَبَداً مِنْ صِنْفِهِ المُفَضَّلِ الغَنيِ بفَيْتامينِ
"واو" : "الكوسَةِ بالبَشاميل"، وأَثْناءُ الغَداءِ طَمْأَنَ
"عبدُ الشَفيعِ" زَوْجَتَهُ بأَنَّهُ قَدْ تكَلّمَ مَعَ مُديرِ الفُنْدُقِ
الذي سَيَقْضِي بِهِ ابْنُ أُخْتِها شَهْرَ عَسَلِهِ وبأَنَّ المُديرَ وَعَدَهُ بأَنَّهُ
سَيَعْمَلُ "الصَحَّ" - عَلَى حَدِ تَعْبيرِهِ - ويُقيمُ الفَرَحَ عَلَى
حِسابِ الفُنْدُقِ الذي يِتْبِعُ وَزارَةَ السياحَةِ ويَحْتَسِبُ للعَروسَيْنِ نِصْفَ
إقامَةٍ بَدَلاً مِنْ إقامَةٍ كامِلَة، وبِمُجَرَّدِ أَنْ فَرِغَ "عبدُ
الشفيعِ" مِنْ أكْلِهِ أَحَسَّ بِقَبْضَةٍ هائِلَةٍ تَعْتَصِرُ قَلْبَهُ فما
كانَ مِنْ زَوْجَتِهِ إلّا أَنْ هُرِعَتْ لتَتَّصِلَ بمَسْئولٍ كَبيرٍ في وَزَارَةِ
الصِحَّةِ ليَبْعَثَ لِزَوْجِها بسَيَّارةِ إسْعافٍ ويُخْلِي لَهُ حُجْرَةَ العِنايَةِ
المُرَكّزَةِ بِكُبْرَى مُسْتَشْفَياتِ الوَزَارَة.
وبَعْدَ أَنْ زارَهُ
لَفِيفٌ مِنَ الأَطِبَّاءِ الكِبارِ أَعْطوا تَعْليماتِهِم لطَبيبٍ شابٍّ كانَ مَسْئُولاً
عَنْ تَنْفيذِ العِلاجِ بغُرْفَةِ العِنايَةِ والسَهَرِ عَلَى المَرْضَى، وما إنْ
اخْتَلَى الطَبيبُ الشابُّ بمَريضِهِ حَتَّى انْكَّبَّ عَلَيْه وهَمَسَ في أُذُنِهِ
قائِلاً :
- أَنا دُكتور
"جابِر عَبْد الشَهيد" اللي كُنْت المَفْروض أَتعَيِّن مُعيد في الكُليَّة
بَسْ ابْن اخوك اللي كان طالِع بَعْدي فِ تَرْتيب الدُفْعَة أَخَد مَكاني بسَبَبَك..
إنْتَ ياما ظَلَمْت ناس وأكَلْت حقُوقْهُم.. إنْتَ بين إيدين رَبِّنَا دَه الوَقْت..
أَنصَحَك تتوب وتِسْتَغْفِر رَبِّنَا.. ما حَدِّش حَ يِنْفَعَك أَوْ يِتْوَسَّط لَك
أَوْ يِشْفَع لَك غير رَبِّنَا ورَسولُه وعَمَلَك الصالِح.
فتأثَّرَ "عبدُ
الشَفيعِ" أَيّما تأثُّرٍ وأَحَسَّ بالنَدَمِ عَلَى ما فَعَلْ وعاهَدَ اللهَ
عَلَى أَنْ يتَخَلَّى عَنْ اغْتِصابِ حَقِ الغَيْرِ لِصالِحِ مَعارِفِهِ وأَقْرِبائِهِ
ونَوَى مُخْلِصاً النِيَّةَ أَنْ يَعْمَلَ لآخِرَتِهِ إنْ قَسَمَ الله لَهُ بالشِفاء.
وبَعْدَ شِفائِهِ أَدْرَكَ "عبدُ الشَفيعِ" أَنَّ اللهَ يُعْطيهِ فُرْصَةً أَخيرَةً لِيُصَحَّحَ أَخْطاءَهُ ويسْتَعِدَّ لمُلاقاتِهِ، فما إنْ خَرَجَ مِنَ المُسْتَشْفَى مُباشَرَةً حَتَّى اتَّصَلَ بالمُحافِظِ لِيَطْلُبَ مِنْهُ تَخْصيصَ أَرْضٍ مَجَّانيَّةٍ كبيرةٍ مِنْ أَراضي الدَوْلَةِ لِيَجْعَلَها مَدْفَناً فَخْماً يليقُ بالعائِلِة.