ضحكة المساجين
تغازِل العَصافير
قُضْبانها
زِنزانة لاجلَك كارهة سَجّانها
دوق زيّنا حَلاوة الزَنازين
عَلى بورشَها بتمِد أَطْرافَك
سَجّانَك المِحْتار ف أَوْصافَك
مَهما اجتهَد ما ح يعرَف انتَ مين
طوبَى لكُل المَسْجونين باطِل
في زَمَن بيخْدَعنا وبيماطِل
يا شموس بتُبْرُق في غُرَف عِتْمين
أمّا اللي خان ناسَك وأوْطاني
م الهيبَة حاطّينُه ف قَفَص تاني
يصْحَى وينْعَس والجميع واقفين
و"مَصر" عارفَة وشايفَة وبتُصْبُر
لَكِّنها ف خَطْفِة زَمَن تُعْبُر
وتِسْتَرِد الإسْم والعَناوين
يا دي الميزان اللي طِلِعْت لفوق
بينَزّلوك بالعافيَة أو بالذوق
دول مش بتوع الصِدْق ف المَوازين
الثَوْرَة نور واللي طَفاها خَبيث
يرْقُص ما بين شُهدا وبين مَحابيس
والدَم لِسَّه مغَرَّق الميادين
الحُزْن طايح في قلوبنا بجَد
ما فضِلش غير الشوك ف شَجَر الوَرد
غِلِط الرَبيع ودَخَل ف أَغْبى كَمين
وف انتظار تيْأَس مع الأيّام
غيرَك ف قَفَصُه بيضْرَبوا له سَلام
وانتَ الجِزَم قَبل الكُفوف جاهزين
و"مَصر" عارفَة وشايفَة وبتُصْبُر
لَكِّنها ف خَطْفِة زَمَن تُعْبُر
وتِسْتَرِد الإسْم والعَناوين
يا عَم أقعُد بَس واشْرَب شاي
الدُنيا ماشية وشَعبِنا نَسّاي
والبَرَكَة ف الشاشَة وف الجَرانين
واذا هَوْهَووا قوم اعْلِن الأَحْكام
وكُل بُق تلَجِّمُه بلِجام
ومش ح تِغْلَب تطبُخ القَوانين
يا "مَصر" هَدّي وانتي بتفوتي
الصوت ف صَمْتُه أَعْلَى مِن صوتي
آدي السَجين اللي ما باتش حَزين
واللي يُقَف ف وِش ثوّارها
ما ح يورِث إلّا ذُلّها وعارها
واللي ح يفضَل ضِحْكِة المَساجين
و"مَصر" عارفَة وشايفَة وبتُصْبُر
لَكِّنها ف خَطْفِة زَمَن تُعْبُر
وتِسْتَرِد الإسْم والعَناوين
الصَرْخَة هاديَة بَس هازَّة الكون
قال الغَشيم للوَرْدَة خَبّي اللون
إيش يفهَم التور في هَوا البَساتين
ما بيتوبوش ولا اللي فات عَلّمهُم
ما بيسمعوش ف الدِنيا إلّا كَلامهم
ما لهُمْش ف حوار النبات والطين
الشَر في طَرْف الميدان يسْكَر
والفَجْر يطْلَع تِحجِبُه العَسْكَر
وانتَ بتِكْتِب سِكّة للجايين
تِطْمِس معالِم ثَوْرِتَك يا شباب
أهو زي صَفحة بتِتْقِطِع ف كتاب
و الدِنيا تِهدَى و يرجَعوا الغايبين
و"مَصر" عارفَة وشايفَة وبتُصْبُر
لَكِّنها ف خَطْفِة زَمَن تُعْبُر
وتِسْتَرِد الإسْم والعَناوين
ولا كانش فيه ثَوْرَة ولا ثوّار
ولا شَعْب "مصر" الغاضِب الجَبّار
لا حِداشَر ابصر إيه ولا عِشرين
يا وَليدي ميّل قول لإخوانَك
تاني رَجَع مَن خان واهو خانَك
والسِجن مش شَبْعان شَباب صالحين
بيحلَموا يعودوا إلى ما كان
وقُضاة تحَرَّرهُم فلان وفلان
و كأن لا ثَوْرَة ولا "حَسَنين"
لِسَّه اللي حَكَمونا أهُم حاكمين
بينوبوا عَنهم بَس ناس تانيين
وإنتوا (إنتم) أَسْرَى عِلْبِة السَردين
و"مَصر" عارفَة وشايفَة وبتُصْبُر
لَكِّنها ف خَطْفِة زَمَن تُعْبُر
وتِسْتَرِد الإسْم والعَناوين
وانتَ قَمَر سَهران مَعَ الصُحْبَة
حالمين ببُكْرَة وجَنِّتُه الغايبة
ومتَبّتين ف الحِلْم مِش صاحيين
يا ام الشّهيد رَجَّعي الدَمْعَة
الدِنيا شايفة كُلّها وسامعة
واللي سَرَق ح يخَبّي شِيلتُه فين
وَلَدِك ضياء الفَجْر بمقاسُه
ووَطَنّا عارِف عِزوِتُه وناسُه
أَجْيال بتِرْحَل والجُداد جايين
وكُل ما الصوت البَليد بَلِّد
لا تِبْتِئِس م الظُلْم واتْجَلِّد
مين دَه اللي يطفي شُعْلِة الصادقيين
و"مَصر" عارفَة وشايفَة وبتُصْبُر
لَكِّنها ف خَطْفِة زَمَن تُعْبُر
وتِسْتَرِد الإسْم والعَناوين