دعوة للتفاؤل
هل الكآبة طبيعةٌ من طبائع النفس البشرية؟
.. أم أنها أصبحت سمةً من سمات المصريين هذه الأيّام؟ .. لماذا فقد المصري ضحكته
الرنّانة واستبدلها بابتسامةٍ مريرة يعلوها الإحباط؟ .. لماذا حلّ المصري في
المرتبة الـ 135 من 157 في مؤشّر السعادة العالمي بعدما كان من أوائل السعداء رغم
فقره وعوَزه؟ .. لماذا يحمل المصري فوق أكتافه همّ الوطن وأحزانه بالرغم من عدم
اكتراث هذا الوطن بأبنائه؟ .. لقد فقدنا ضحكة "إسماعيل ياسين ابن
النكتة" وعلت ملامحنا تكشيرة "سخسوخ ابن الكئيبة":
يحيط بنا الجمال بكل شكلٍ
فنهمله ويشغلنا القبيحُ
ويملأ كوننا بالحزن شخصٌ
فننسى ما حوى الكون الفسيحُ
ونُقبِل للأسى في كل أرضٍ
وعن أبهى مشاهدها نشيحُ
وكون الله ممتلئٌ غناءً
ولا نختار إلّا ما ينوحُ
ونرجو من فتات القلب صبراً
وننسى أنه فينا الجريح
فنُبحر بين همٍ أو خصامٍ
ويعصف بالهنا دهرٌ شحيح
فعين الكُره تنظر كل قبحٍ
وعين الحب يشغلها المليحُ
لسان القبح ليس له بيانٌ
ولكنَّ الجمال هو الفصيحُ
وإن أغمضت عينك احتجاجاً
سمعت جمال دنيانا يصيحُ
فعيشوا بالجمال وللجمالِ
تنالوا المُنى أو تستريحوا