"الحاج علي" أول مصري يظهر في "هوليوود"
وُلِد "الحاج عليHadji Ali "
في "القاهرة" عام 1887م في أسرةٍ فقيرة .. عندما كان صبيّاً صغيراً نزل
على ضفاف النيل للاستحمام ولكنه ابتعد قليلاً عن الشاطئ .. وفجأة لم يجد القاع تحت
قدميّه وشارف على الغرق ولكنه استطاع بسرعة تدارك الموْقف والعوْدة إلى الشط دون
أن تبتلعه المياه ولكن بعد أن ابتلع سمكةً متوسطة الحجم وكميّةً كبيرةً من الماء
.. ثم حاول إخراج ما ابتلعه فاكتشف – بالصُدفة – قدرته على تقيؤ كل ما إبتلعه فقط
(دون أن يتقيّأ ما كان قد أكله من طعامٍ قبل الاستحمام) دون أن يصاب بأي سوء.
وأصبح يكرّر ما حدث ويتدرّب عليه: يشرب
كميّةً وفيرةً من الماء ثم يُخرِجها باندفاع من فمه لتصل لمسافةٍ بعيدةٍ عنه في
منظرٍ يشبه خروج الماء من خرطومٍ أو نافورة .. كما تمرّن أيْضاً على ابتلاع الماء
والكيروسين (الجاز) ثم نفثهما خارج فمه فيخرج الكيروسين أوّلاً (لأن كثافته أعلى
ويطفو على السطح) ثم الماء ثانياً .. كما تدرّب على ابتلاع أجسامٍ أخرى (كالحصى
والبندق وبذر الخوخ والمسامير والصواميل والمناديل والأزرار والعملات المعدنيّة
والساعات والمجوْهرات) مع كميّةٍ من المياه ثم تقيّؤها تِباعاً واحدةً وراء
الأخرى.
وفي سن الخامسة عشر أدرك "علي" أن
مهارته في ابتلاع الأشياء الغريبة وقوّة تحمُّل معدته وقدرته على تقيّؤ تلك
الأشياء من الممكن أن تكون وسيلةً لكسب الرِزق وترفيه الناس .. وبدأ يستعرض
مهاراته في الشارع أمام أحد القهاوي التي جرى وراءه صاحبها فظن "علي"
أنه يريد توبيخه وطرده من المكان ولكن صاحب المقهى أعطاه قروشاً قليلة وطلب منه
إقامة عروضه بانتظام أمام المقهى لجلب وتسلية الزبائن.
وبعد سنواتٍ شاهده رجلٌ إيطالي فانبهر
بمواهبه وطلب منه توْقيع عقدٍ لتأدية فقراته المدهِشة في صالات ومسارح العروض
الترفيهيّة في "أوروبا" .. وجاب "علي" معظم الدول الأوروبيّة
ليشاهده الناس ويلقِّبونه بـ"الرجل المصري المعجزة" و"الرجل
الغامض" و"الرجل البُركاني" و"عجيبة الدنيا التاسعة".
وبحلول الحرب العالميّة الأولى في 1914 انتهت
مدّة التعاقد بين "علي" والرجل الإيطالي .. فبدأ "علي في إدارة
أعماله بنفسه مع ابنته "ألمينا" (عُرِفتْ في عروضه باسم "الأميرة
المصريّة") التي كانت تعمل كمساعِدةٍ ومترجِمةٍ له لأن أباها كان أميّاً ولم
يكن يتحدّث الإنجليزيّة (رغم حصوله على الجنسيّة الأمريكيّة وإجادته لعِدّة لغاتٍ
أخرى) .. وعندما جاوزت شهرته الآفاق قام بتعيين مدير أعمالٍ زنجي أمريكي (كان طيّاراً
مشهوراً باسم النسر الأسود وأصبح فيما بعد من تُجّار الذهب والسلاح) ليتولّى كل
شؤونه الإداريّة والماديّة.
قام "علي" بتأدية استعراضه المثير
في أشهر المسارح والمهرجانات والاحتفالات والبرامج التليفزيونيّة .. كما تم
استدعاؤه من قِبَل القيْصر الروسي "نيقولا الثاني" ليستعرض مهاراته في
القصر الشتوي في "سان بطرسبرج" بـ"روسيا" فانبهر بالعرض
وأعطاه وِساماً رفيعاً .. بالإضافة إلى ظهوره في كثيرٍ من الأفلام الأوروبيّة
والأمريكيّة أشهرها مع "لوريل" و"هاردي" و"دوجلاس
فيربانكس" و"نانسي كارول".
وفي 5 نوفمبر 1937 تُوفّي "الحاج علي" في "إنجلترا" بسبب هبوط في القلب .. ونُقِل جثمانه بالطيران إلى جامعة "جون هوبكنز" بـ"الولايات المتّحدة الأمريكيّة" ليتم تشريحها وفحصها من قِبل الجرّاحين والعلماء لمعرفة السر الكامن في قدرات معدته ومريئه وبلعومه .. ويقال أن ابنته "ألمينا" تقاضت خمسين ألف دولار نظير ذلك .. ولله المرجِع والمآب والمآل.