يا راقدَ الليْلِ مسروراً بأوّلِهِ
يـا راقـِدَ اللَيْلِ مَسـروراً بأوّلِـهِ إن
الحَوادِثَ قَدْ يَطرُقْنَ أسْحارا
لا تَفْرَحَـنَّ بلَيـْلٍ طـابَ أوّلـُهُ فـَرُبَّ
آخـرِ لَيـْلٍ أجَّجَ النارَ
أفنى القـرونَ التي كانَتْ مُنَعَّمَـة ٌ كَـرُّ الجَديدَيْن إقبـالاً وإدبـارا
كَمْ قَدْ أبادَتْ صروفُ الدَّهْرِ مِن مَلِكٍ قَدْ كانَ في الدَّهْرِ نَفَّاعاً وضَرَّارا
يـا مَن يُعانِقُ دُنيـا لا بقاءَ لَهـا يُمسي ويُصبِحُ في دُنياهُ سَفَّارا
هَلّا تَرَكْـتَ مِن الدُنيـا مُعانَقـةً حَتّى
تُعانِقَ في الفِرْدَوْسِ أَبْكارا
احفَظْ لسانَـكَ عَمـَّا لا يَليقُ بـهِ وارْعَ
الأقارِبَ والأهْلينَ والجارَ
وقُلْ لعَيْنِكَ غُضِّي الطـرْفَ واتَّخِذي مِن
نَظْرةٍ في حَلالِ اللهِ أسْوَارا
واعلـَمْ بأنَّكَ مِـن طينٍ إذا جَمَحَتْ للكِبْر نَفْسُكَ كُنْ للأَصْلِ ذَكَّارا
وأحْسِنِ الظَنَّ في مَن أَنتَ تَعْرِفُهُ وابحثْ عَن الصِدْقِ إنْ أوتيتَ أَخْبارَا
وارفِقْ بنَفْسِكَ مِنها لا تَكُنْ رَجُـلاً يسيرُ خَلْفَ هَواهُ أيْنمَــا سارَ
فإنْ حَباكَ إلهُ الكَوْنِ مَرْحَمَـةً فذَلِكَ
الفَوْزُ لا كَمْ نِلتَ دِينارا
إنْ كُنْتَ تَبغي جِنانَ الخُلْدِ تَسْكُنُهـا
فينبغي لَكَ أنْ لا تَأمَنَ النَّـارَ