عندما تحوّلت "مصر" من الانغلاق الاشتراكي إلى الانفشاخ الاقتصادي
في أواخر السبعينات بدأت سياسة الانفتاح
الاقتصادي وتغيّرت مفاهيم الاستهلاك بدرجة كبيرة .. وتم إغراء وإغراق المواطنين
بسلع استهلاكية جديدة ما أنزل الله بها من سلطان واعتُبرت أيّامها من البدع:
"بوزو" (الكاراتيه أو الشيتوس الآن) – "الشامبو" (لم يكن يُعرَف
إلا الصابون المحلّي فقط) – صابون "فا" و"كاماي" (وكان يباع
في المنطقة الحرة بالمطار وبورسعيد فقط ولم يكن يُصنَّع في مصر بعد) –
"الكوتشي" (ولم يكن يباع سوى سلبس أو كاوتش باتا فقط) –
"الهامبورجر" (عُرِف عن طريق ويمبي فقط) – "الكاتشاب والمايونيز
والسوسيس والتفاح الأمريكاني والأقلام البيك والفرنساوي والفلوماستر والسفن أب
والبيك أب والفيديو كاسيت والموكيت والكومبوت وخلافه".
ومن ضمن هذه السلع نوع غريب وعجيب من الجبن
المستورد كان يسمونها العامّة "الجبنة المعفّنة" ويسمونها النخبة
"الجبنة أم بقدونس" رغم إن اسمها الحقيقي "الجبنة الزرقاء"
(بلوتشيز) أو "الجبنة الروكفورت" وكان المثلّث منها آنذاك بحوالي ربع
جنيه بحاله .. في الوقت ده كان آخرنا الجبنة القريش الفلاحي والقديمة الصعيدي
والبراميلي والثلاجة والخزين والدمياطي والرومي والجبنة النِستو اللي كانت بتتباع
فرط زي السجاير .. واللهِ احنا كنا غلابة.
لمحبي هذه الجبنة (التي قفز سعر المثلث الصغير منها فجأة من 10 إلى 40 جنيه خلال بضع سنوات فقط) أقدم لكم طريقة سهلة وغير مكلّفة لصنعها .. ومطرح ما يسري يمري.