العرب بين فكيْ كماشة الجيوش الإسرائيلية والجيوش العربية | أين المفر؟
بعد الكشف مؤخّراً
عن مقبرةٍ جماعيّةٍ جديدة لأسرى مصريين (يتراوح عددهم بين 80 و 100) قتلهم العدو
الصهيوني بمنتهى الخِسّة والوحشيّة دون مراعاةٍ لحقوق الأسرى التي تم الاعتراف
والالتزام بها من قِبّل المواثيق والقوانين الدوْليّة تثور في ذهني عدة تساؤلات:
o هل هذه المرّة هي الأولى أو الأخيرة
التي يتم فيها الكشف عن هكذا مقابر؟ .. هل تتعمّد "إسرائيل" الكشف – بين
الفينة والأخرى – عن مثل هذه المجازر أو المحارق التي ارتُكِبَت بحق الأسرى العرب
لتكريس حالة الخوف من جيشها وحالة الإحساس بالهوان الذي ينتاب كل عربي بعد معرفته
بهذه الجرائم؟
o ماذا تم حيال جرائم الحرب التي اعترف
باقترافها العدو الإسرائيلي من قبل؟ .. وكيف تحرّك القادة العرب عندما تم الكشف عن
مقابرٍ جماعيّةٍ مشابهة في 1995 و 2002 و 2008 و 2008 (مرة ثانية في نفس العام) و 2012 و 2016 وغيرها؟
o لماذا لا يجرؤ الحكّام العرب بأن يطالبوا
– دوليّاً – بمحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم وبالتعويض المادي والمعنوي أو على
الأقل باعتذار الجانب الإسرائيلي عنها؟ .. ولماذا لا ينتهج هؤلاء القادة العرب نهج
نظرائهم اليهود الذين يبتزّون دول المحور (خصوصاً "ألمانيا"
و"إيطاليا") حتى الآن بسبب جرائم الحرب التي ارتكبوها بحق اليهود إبّان
الحرب العالميّة الثانية؟
o كيف سمح بعض القضاة المصريّون والعرب لأنفسهم
بأن ينحازوا (ربما بناءً على أوامرٍ عُليا) لموقف الجانب الإسرائيلي ويرفضوا دعاوى تعويض أقامتها عائلات أسرى مصريين تم قتلهم جماعيّاً خلال الحروب مع
"إسرائيل" فيحرموا وطنهم من فرصة الضغط – ولو شكليّاً وإجرائيّاً فقط –
على دوْلة "إسرائيل" والتصعيد ضدها في المحافل والمحاكم الدوْليّة؟
o كيف هان ويهون (وربما سيهون) الشعب
العربي على حكّامه السابقين والحاليين (وربما اللاحقين أيْضاً) الذين ارتكبوا ضده
نفس هذه الجرائم عفواً (بسبب إهمالهم أو فشلهم في أداء مهامهم) أو عمداً (بسبب رغبتهم
الجامحة في حماية عروشهم من المعارضين) في "مصر" و"سوريا" و"ليبيا" و"اليمن" و"السودان" (وما خفي كان أعظم) .. وقد كانت آخر تلك الجرائم "العربيّة –
العربيّة" هي مجزرة "حي التضامن" التي ارتكبها الجيش العربي السوري
(المنوط به الحفاظ والدفاع والحراسة لصالح الشعب السوري) ضد عشرات الأبرياء من
مواطني هذا الشعب المسكين ودفنهم في مقبرةٍ جماعيّةٍ وطنيّةٍ أخرى؟
o إلى متى ستظل الشعوب العربيّة هدفاً لآلة القتل الجماعي من الجيش الإسرائيلي (إذا تجاسر وأقدم على الحرب ضد هذا الجيش) ومن الجيش العربي الوطني ذاته (إذا تجرّأ وعارض قادة ذلك الجيش)؟ .. هل هناك خلاصٌ من الوقوع بين شِقّي هذه الرحى الطاحنة الرهيبة؟