محمد الشوربجي | قصة فشل جديدة في حفاظ الأم على أولادها
"محمد الشوربجي" بطل مصر والعالم في الاسكواش والذي حصد باسم بلده 44 بطولة إقليمية وعالمية وتربّع على عرش اللعبة كبطل في التصنيف الأوّل لمدة 50 شهراً متتالياً (ثم أصبح الآن مصنّفاً ثالثاً) أعلن أنه سيتوقّف عن تمثيل وطنه الأم ("مصر") وسيبدأ هذا الشهر (في بطولة "موريشيوس" الدوليّة) في اللعب باسم "انجلترا" الذي حصل على جنسيّتها مؤخراً.
ورغم أن هذه الواقعة تحدث لأوّل مرّة في مجال
رياضة الاسكواش إلّا أنها حدثت في رياضات أخرى عديدة .. تذكّروا معي:
-
"طارق الجزّار"
الحائز على جائزة أفضل لاعب في العالم في لعبة كرة القدم للصم والبكم والذي هجر
لعبته وأصبح الآن بائعاً متجوّلاً للفاكهة يستجدي العيْش بشرف.
-
"محمد إبراهيم كيشو"
بطل "مصر" وأفريقيا في المصارعة الرومانيّة والذي عانى من الإهمال ممّا
تسبّب في إحباطه فخسر نهائي بطولة العالم للشباب 2017 فظهر على مواقع التواصل وهدّد
بالهجرة لأوروبا حيث يحترمون الأبطال فسارع بعض المسؤولون لاسترضائه وإعطائه بعضاً
من حقّه ففاز لمصر بالميدالية البرونزية في أولمبياد "طوكيو" 2020.
-
"فارس
حسّونه" الربّاع المصري الذي استبعده المسؤولون في اتحاد اللعبة عن المشاركة
في البطولات لخلافات مع والده البطل السابق والمدرّب الحالي ممّا اضطره للتجنّس
بالجنسيّة القطريّة فحصد باسمها ذهبيّة رفع الأثقال في طوكيو 2020.
-
"حسين ياسر
المحمّدي" و"محمود علاء الدين" لاعبا كرة القدم و"أحمد عبد المقصود"
لاعب كرة اليد و"سيّد باروكي" سبّاح المسافات الطويلة ولاعبو كرة السلّة
"محمد السيّد" و"شوقي عبد الحميد" و"مصطفى عصام" و"محمد
أسامة" و"أحمد عباس" ولاعبو "مصر" في ألعاب القوى
"معاذ محمد صابر" و"أحمد بدير" و"أشرف أمجد" و"أحمد
أمجد" الذين هاجروا لدولة "قطر" أيْضاً.
-
"طارق عبد
السلام" لاعب منتخب "مصر" في المصارعة الذي لجأ
لـ"بلغاريا" بحثاً عن مستقبلٍ أفضل بعدما أصيب ورفض مسؤولو اللعبة علاجه.
-
"مصطفى
النمر" بطل المصارعة و"حسام بكر" بطل الملاكمة >>>>> "أستراليا".
-
"محمد عبد
الفتاح بوجي" بطل المصارعة >>>>> "البحرين".
- "صفوت حليم"
و"ميخائيل يونان" و"جرجس فوزي" و"محمود عباس" و"حسن
توفيق" و"جورج أمسيس" (كرة القدم) و"محمد صبحي" (ملاكمة)
و"حسام الدريني" (كمال أجسام) >>>>>
"إسرائيل"!!!
-
"محمود
سبيع" بطل فنون القتال المختلطة >>>>> "الولايات المتحدة
الأمريكيّة".
-
"سامح
الدهان" بطل الفروسيّة >>>>> "بريطانيا".
هذه ليست المرّة الأولى ولن تكون الأخيرة في
سلسلة نهب كنوز "مصر" من المواهب والمتميّزين المصريين في جميع المجالات
الذين حقّقوا الأمجاد للإنسانيّة باسم بلادٍ غريبةٍ شتّى .. ولكم المثل والعِبرة أيضاً
في "أحمد زويل" و"مجدي يعقوب" و"فاروق الباز"
و"هاني عازر" و"مصطفى السيّد" وغيرهم من الآلاف المؤلّفة على
مر التاريخ من العلماء والأطباء والمهندسين الذين استخرجتهم "مصر" من
ثراها الغني ولكن الأجانب هم مَن تلقّفوهم وصقلوهم وأعطوهم آدميّاً ما يستحقّونه بالفعل بل وانتشلوهم من اليأس والإحباط والروتين القاتل في بلدٍ لا يحترم سوى
الضُبّاط ولا يخضع إلّا للقضاة ولا يفخّم غير ذوي المال ولا يعطي خيّره عدا
الراقصات وأنصاف الفنانين وعديمي الموهبة ولا يسع في نخبته خلاف المنافقين واللاعبين على كل
الحبال والأكّالين على كل الموائد.
صدّقوني عندما أزعم بأن الوطن كالأم والمواطن كالطفل الذي يبحث عن الحنان والاهتمام والرعاية والعطف .. فعندما يشعر المواطن بأن وطنه أُمّاً حنوناً عطوفاً رؤوماً لشريحةٍ خاصّةٍ من أولادها بل وأصبحت تقسو عليه كزوْجة الأب فتسومه من العذاب أصنافاً ومن الهوان أنواعاً ومن التجاهل أشكالاً يكره أمّه ويكفر بوطنه .. عندما يصبح الوطن للأغنياء والوطنيّة للأغبياء يصير "الانتماء" ضرباً من ضروب السذاجة و"الولاء" حُبّاً من طرفٍ واحد و"الوطنيّة" مجرّد محطّة بنزين.