دقيقة حداد
دقيقة حداد
على روح الحاجات الحلوة ف بلادنا
إذا كان لسّه لينا بلاد
دقيقة حداد
على الحِلْم اللي عِشنا بيه
وبعديها اتعرَض ف مزاد
دقيقة حداد
على تَنْهيدة الحُب اللي مَكتومة ف قَلْب البِنت
والضِحكة اللي مخنوقة ف عيون الواد
دقيقة حداد
على الفَرحة اللي كانت جايّة ناحيتنا
وداقِت طَعم الاستشهاد
دقيقة حداد
على أحلام جَدَع مَصري
بإن يكون له بيت وولاد
دقيقة حداد .. يا ناس
على روح نهار أبيَض .. وسهّونا
ورَشّوا فوق بياضُه سواد
دقيقة حداد
على الفجر اللي بيشَقْشَق
وبيزَقْزَق مع العصافير
دقيقة حداد
على الدم اللي ما نشِفش هناك
ع الأَرض ف التحرير
دقيقة حداد
لمّا بنبتسم ونقول لبعضينا:
صَباح الخير
دقيقة حداد
على الحُضْن اللي ينفع
يبقى ميّه وزاد
دقيقة حداد
على بُكْرَه اللي كان بيمِد
لاجل يرُش نورُه ف البيوت والحَي
أخد طَلقة وما لحِقش إنّه يتوجّع
ولا يقول: آي
أخد طَلقة ومات .. والكدّابين
بيحلِفوا إنه لسّه فِعلاً حَي
وكان لازم يموت ف السِكّة
طول ما السِكّة مَليانة من الأوْغاد
دقيقة حداد
على الأُم اللي ف عيونها
دموع سُخنة
وقلبها ف الضلوع
مشقوق
ساعِة ما تبُص بعنيها
تشوف دَم ابنها
بيتباع هناك ف السوق
تبُص على ابنها اللي
تَحْت
وتشوف اللي قاتِل
فوق
وتسمع ناس بَدَل ما
يجيبوا سيرِة حَق مش راجِع
بيرغوا عن الأدَب
والذوق
ييجي لها جنان
وتِمشي بشَعرَها
عِريان
وتصرُخ: إنتي فين يا
جهاد
دقيقة حداد
ح اقُفها - يا مصر -
طول عُمري
لكن عَندي معاها
سُؤال
وجابوني يا مصريين:
"على مين
الحداد ح يكون؟
على اللي ماتوا
وارتاحوا؟
يا عالَم .. ولّا ع
العايشين؟"