قصيدة الميدان / دولة العواجيز
أيادي مصريّة سَمرا ليها ف التمييز
ممدودة وِسط الزئير بتكسّر البراويز
سطوع لصوت الجموع
شوف مصر تحت الشمس
آن الآوان ترحلي يا دولة العواجيز
عواجيز شُداد مسعورين أكلوا بلادنا أكل
ويشبهوا بعضهم نَهَم وخِسّة وشَكل
طلع الشباب البديع قلبوا خريفها ربيع
وحقّقوا المعجزة .. صحّوا القتيل م القَتل
إقتلني! .. قتلي ما ح يعيد دولتك تاني
باكتب بدمّي حياة تانية لأوطاني
دمّي ده ولّا الربيع؟ .. الاتنين بلون أخضر
وبابتسم من سعادتي ولّا أحزاني؟
تحاولوا ما تحاولوا .. ما تشوفوا وطن غيره
سَلَبتوا دم الوطن وبشمتوا(أصابتكم التُخمة
من كثرة الأكل) من خيره
أحلامنا .. بُكرانا .. أصغر ضِحكة ع الشِفّة
شوفتوشي صيّاد يا خَلْق بيقتله طيره؟!
السوس بينخر وسارِح تحت إشرافك
فرحان بهم كنت وشايلهم على اكتافك
وأمّا أهالينا مَن زرعوا وبنوا وصنعوا
كانوا مداس ليك ولولادك وأحلافك
ويا مصر قام العليل رِجعِت له أنفاسه
وباس جبين الوطن .. مال الوطن باسه
من قبل موته بيوم صحّوه أولاده
مَن كان سبب عِلّته محبّته لناسه
الثورة فيضان قديم محبوس ماشافوش زول (شخص
شجاع ذكي)
الثورة لو جات ما تبانش ف كلام أو قول
تقلِب وتعتِل ف سريّة .. تفور ف القلب
وتِنغزِل فَتلة فَتلة في ضمير النول
ما تخافش على مصر يا با .. مصر محروسة
حتى من الدُهْمَة (الظُلْمة شديدة السواد) دي اللي فينا مدسوسة
ولو انتَ ابوها بصحيح وخايف عليها قوي
تركتها ليه بَدَن بتنخُره السوسة؟!
وبيسرقوك يا الوطن قدامنا عيني عينك
ينده بقوّة الوطن ويقول لي: قوم.. فينك؟!
ضحكت علينا الكتب .. بعدت بنا عنّك
لولا ولادنا اللى قاموا يسدّدوا دينك
لكن خلاص يا وطن صِحيت جموع الخلق
قبضوا على الشمس بإيديهم وقالوا: لأ
م المستحيل يفرطوا عُقد الوطن تاني
والكدب تاني مُحال يلبس قِناع الحق
بكل حب الحياة خوَّض ف دم أخوك
قول: "انت مين" للي باعوا حلمنا وباعوك
أهانوك وذلّوك ولعبوا قمار بأحلامك
نيران هِتافك تحرّر صاحبك الممسوك
يرجع لها صوتها مصر .. تعود ملامـِحها
تاخد مكانها القديم والكون يصالِـحها
عشرات سنين تسكنوا بالكدب ف عروقنا
والدنيا متقدّمة .. ومصر مطرحها
كتبتوا أوّل سطور ف صفحة الثورة
وهُمّا عُلما وخُبرا مِداورة ومناورة
وقّعتوا فرعون .. هِرِب من قلب تمثاله
لكن جيوشه ما زالوا يحلمه ببكره
صباح حقيقي ودرس جديد قوي ف الرَفض
أتاري للشمس صوت وأتاري للأرض نَبض
تاني معاكم رجعنا نحب كلمة مصر
تاني معاكم رجعنا نحب ضِحكة بعض
مين كان يقول ابننا يطلع بنا م النفق
دي صرخة ولّا غُنا؟ .. وده دَم ولّا شَفَق؟
أتاريها حاجة بسيطة الثورة يا اخوانّا
مين اللي شافها كده؟ .. مين أوّل اللي بدأ؟
مش دول شبابنا اللي قالوا كِرهوا أوطانهم؟!
ولبسنا توب الحداد وبعِدنا قوي عنهم؟!
همّا اللي قاموا النهار ده يشعلوا الثوْرة
ويصنّفوا الخَلْق مين عانهم ومين خانهم
يا دي الميدان اللي حَضَن الفِكرة وصهرها
يا دي الميدان اللي فتن الخلق وسحرها
يا دي الميدان اللي غاب اسمه كتير عنه وصَبَرْها
ما بين عباد عاشقة وعباد كارهة
شباب .. كإن الميدان أهله وعناوينه
ولا ف الميدان نسكافيه ولا كابتشينو
خدوده عِرفوا جمال النوم على الأسفلت
والموت عارفهم قوي وهمّا عارفينه
لا الظلم هَيّن يا ناس ولا الشباب قاصر
مهما حاصرتوا الميدان عمره ما يتحاصر
فكّرتني يا الميدان بزمان وسحر زمان
فكّرتني بأغلى أيام في زمن ناصر
شايل حياتك على كفّك .. صغير السِن
ليل بعد يوم المعاناة وانت مش بتئِن
جمل المحامل وانت غَض باتعجّب
إمتى عرفت النضال .. اسمح لي .. حاجة تجِن!!
أتاريك جميل يا وطن ما زِلت وح تبقى
زال الضباب وانفجَرْت بأعلى صوت: لأه
حرّضتنا نبتسم ودفعت إنت الحساب
وبنبتسم بس بَسمة طالعة بمشقّة
فينك يا صُبح الكرامة الّا البَشَر هانوا
وأهل مصر الأصيلة اتخانوا واتهانوا
بنشتري العِزّة تاني والثمَن غالي
فَتَح الوطن للجميع قلبه وأحضانه
الثوْرة فيض الأمل وغنوة الثوّار
الليل إذا خانه لونه يتقلب لنهار
ضج الضجيج بالنِدا: إصحى يا فَـجْر الناس
فينك ياصوت الغلابة وضحكة الأنفار؟
واحنا وراهم أساتذة خايبة تتعلّم
إزاي نحب الوطن وإمتى نتكلّم
طال الصدا قلبنا ويئِسْنا من فَتْحه
قلب الوطن قبلكم كان خاوي ومضلّم
أوّلنا ف الجوْلة .. لسّه جوْلة ورا جوْلة
ده سوس بينخر يا ابويا في جَسَد دوْلة
أيوة الملك صار كتابة إنما أبَداً
لو غَفِّلِت عِينّا لحظة ح يقلبوا العُملة
لكن خوفي مازال جوّه الفؤاد يكْبِش
خوفي اللي ساكن شقوق القلب ومعشّش
يقول لي مش راح يسيبه ولسّه ح يقبّوا
وح يلاقوا لهم سِكَك وبيِبان ما تتردّش
وحاسبوا قوي م الديابة اللي ف وسطيكم
وإلّا تبقى الخيانة منّكم فيكم
الضِحكة ع البُق بس الرَك ع النيّات
فيهم عَدوِّين أشد من اللي حواليكم