بلا عنوان
أنتم .. وأنا
وُلِدنا في وطنٍ زعموا أنه عربي
يعني وأنا أُحدّثكم الآن تجدون أنه من الطبيعي
أن نستعمل اللغة
العربيّة
لأنك أنت عربي وهو
عربي وهي عربيّة
وأنا؟ .. هذا لا يهم
المهم: أنه لدي
مجموعةٌ من التساؤلات للعرب
للذي على الثوْرات رَكِب
للذي ساعد الغريبَ
حين نَهَب
للذي لم يَقُل شيْئاً
حين الغريبُ لأرضِنا وعَرْضِنا اغتصب
للذي سئِم من
القضايا العالقةِ فهَرَب
للذي اغترب
للذي طبّل ومّجد
وللملوك والسلاطين
تهجّد
للذي سَمِعَ فردّد
وغيّب عقله وما تردّد
للذي تعلّم الخنوعَ
والخضوع
ونسي أنه لغير اللهِ
لا ركوع
للذي يَكْنِز أموالاً
وأُمّةٌ تجوع
فخانها بلا رجوع
للذي يُحَرِّم الفنونَ والغناء
ويَحِلُّ في أذهانِنا استعبادَ النِساء
يَحِلُّ في أذهانِنا اغتصابَ النِساء
ويَزعُمُ أن الظُلمَ ابتلاء
وحقوقَ الإنسانِ كُفرٌ ورياء
للذي رضي بأُمّةٍ تعيشُ في انهيار
للذي رضي بأُمّةٍ ما
انفكت عن انحدار
للذي رضي بأُمّةٍ تُدَجِّنُ
الأفكار
فتَزْعُمُ أن
الفلاسفة كُفّار
للذي حاصر وجدانَنا
بجُملةٍ من الأقفال
للذي كبّل عقولَنا
بوابلٍ من الأغلال
وحَصَر حياتَنا في الحرامِ والحلال
وعلَّمنا الوقوفَ
على الأطلال
وحتى لذلك المواطنِ
البسيط
الذي لم يقرأ لا مُعجماً
ولا وسيط
ولم يكن له صدىً ولا سيط
أين ذهب عِلْمُ "ابن
سينا"؟
أما كان "ابن
الجزّار" فينا؟
أما كان عندنا "الجاحظ"
و"المعرّي"؟
يا أُمّةً انحدرتِ ولم
تُقِّرّي
أين علماؤنا؟ .. أين أَعلامُنا
يا أُمّةً أَجهضَتْ أحلامَنا
إلى متى سنتفاخرُ بأمجادِ
أجدادِنا
ماذا سنقولُ إذا سألَنا
أولادُنا
إذا سألَنا احفادُنا
ما كانت هي أمجادُنا؟
أو لماذا كانت هي
وضيعةً أوطانُنا؟
أو لماذا تراجعَتْ
الحضارةُ في زمانِنا؟
أو كيف نسينا "صَبرا"
و"شاتيلا"؟
ورَضينا أن ينكّلوا
بنا تنكيلا؟
وكيف نَسيناها "فلسطين"؟
ونشاهدُ المجازرَ من
خلف التِلفاز هادئين
وهم يُحرِقون أطفالَنا
يغتصبون نساءَنا
يقتلون رجالَنا
أحينها سنمأمِأُ ثم
نُعَلِّقُ الفَشَلَ على الظروف؟
أم سنقولُ تقهقرنا لأن
الحروبَ ما عادت بالسيوف؟
أم سنعودُ مثلُكم إلى
الأمجادِ والأجداد .. يا نعجةً تتباهى بلِيّةِ الخروف
معذرة يا أُمّتي إذا
كنتُ سليطَ اللسان
معذرةً إذا تطاولتُ
على مُجتمعِ الخِرفان
ولكن هذه هي حقيقةُ أُمّةٍ قد غيّبَتْ قيمةَ الإنسان
ولا أنتظر إجابة ..
فتساؤلاتي من البداية بلا عُنوان