أغسطس 2019 :
في عام 1695 فرضت الحكومة البريطانيّة على
شعبها ضريبة جديدة أسمتها "ضريبة النوافذ" وأسماها الشعب "ضريبة
الهواء والشمس" على أساس أنهما ينفذان من خلال النوافذ، وتُحدَّد هذه الضريبة
بناءً على عدد النوافذ الموجودة بكل منزل ممّا حدا بالناس وقتها أن يسدّوا نوافذهم
بالطوب (وهو ما يتضح للآن في المباني القديمة كما في الصورة) حتى لا يدفعوا المزيد
من الضرائب لا سيّما وأن جامعي الضرائب قاموا باحتساب فتحات التهوية الصغيرة في
المخازن وفتحات المداخن بالمنازل ضمن النوافذ التي تُستحق عنها ضريبة، واستمر
المواطنون (فيما عدا الأغنياء فقط) في سد النوافذ والاستغناء - مجبورين - عن دخول
الهواء والشمس لمنازلهم ممّا سبّب تدهور الحالة الصحيّة للطبقة الفقيرة والمتوسطة
وإصابة الكثير منهم بعدّة أوبئة وأمراض مثل الأمراض الصدريّة (كالسل وحساسية
الصدر) والغذائيّة (كالكساح وهشاشة العظام) وغيرها آنذاك فاضطرّت الحكومة لإلغاء
الضريبة عام 1851.
وفي آخر عدّة سنوات فرضت الحكومة المصريّة
ضرائب ورسوماً وغرامات ما أنزل الله بها من سلطان وتفنّنت في استحداثها لجمع
الأموال من المواطنين الغلابة، مثل: ضريبة المبيعات – ضريبة القيمة المضافة –
غرامة التخلّف عن الإدلاء بالصوت في الانتخابات والاستفتاءات – رفع رسوم استخراج
جميع الأوراق الرسميّة – زيادة رسوم إصدار أي تراخيص – فرض رسوماً على دخول البلاد
وأخرى على الخروج منها (وهو ما عُرِف قديماً بضريبة خالص مالص) – فرض رسوماً على
المغتربين – فرض غرامات على الطلبة الراسبين في الامتحانات – الضريبة العقاريّة –
غرامات التصالح للبناء المخالف – رفع ضريبة الملاهي – ضريبة على وجود راديو
بالسيّارات – رفع ضريبة الدخل – رفع الضريبة الجمركيّة – ضريبة على المشروعات
الصغيرة والمتناهية الصغر – إلخ إلخ.
والآن يأتي أذناب ودلاديل الحكومة من
الإعلاميّين الفجرة ليقترحوا عليها المزيد والمزيد، ربما مدفوعين منها أو متطوّعين
عنها كهذا الـ"نشأت" الذي نزل سوق النفاق بالاقتراح الذي شاهدتموه
يتقيّأه في الفيديو المرفق، وهو اقتراح نميس ابن لذينا ح يحد فعلاً من حالات
الطلاق (والجواز برضه) .. بس الاقتراح ده محتاج شويّة تفاصيل اسمحوا لي أطرحها
للمناقشة (واهو كله مكسب للحكومة) .. ولو عندكم اقتراحات عبقرية تانية أرجوكم ما
تبخلوش على "مصر" بيها علشان نظبّط المجتمع المصري بقى:
o
فرض غرامة قدرها
عشرة آلاف جنيه لمّن يفسخ خطوبته مع تسليم الشبكة والدبلتين والهدايا والدباديب
لصندوق "تحيا مصر".
o
واحد حدق عايز يطلّق
مراته وما معاهوش الـ50 ألف جنيه غرامة الطلاق فممكن يقتلها أرخص .. نسكت له؟ ..
طبعاً لأ .. فين حق الحكومة؟ .. نحكم عليه بالإعدام بعد ما يدفع الـ 50 ألف برضه.
o
غرامة ألف جنيه
للزوج الذي يتجرّأ ويغضّب مراته عند أهلها أكثر من يومين .. مع دفع مائة جنيه
"أرضيّة" لكل يوم يزيد عن هذيْن اليوميْن وإنذار الزوج بمصادرة الزوجة
نهائيّاً (إذا امتنع المذكور أكثر من شهر ميلادي عن مصالحة المذكورة لإعادتها لبيت
الزوجيّة) ثم عرضها للبيع في مزاد علني يخصص إيراده لوزارة الماليّة بعد تحديد
مواصفاتها بدقة في كراسة الشروط.
o
غرامة خمسمائة جنيه
للزوج الذي يترك زوجته وحيدة بالمنزل للجلوس مع أصحابه ع القهوة مع إلزامه بدفع
ضِعف قيمة المشاريب وتوريدها لخزينة محكمة الأسرة أو أي منفذ من منافذ
"فوري" قبل الثانية عشر ظهراً.
o
غرامة خمسمائة جنيه
للزوجة التي تتعمّد تكرار طهي الطبيخ الغامق (ملوخيّة - سبانخ - خبيزة - قلقاس
وخلافه) لزوجها مع إجبارها على ازدراد كل بواقي الطبيخ البايت في موعد غايته
الخميس من كل أسبوع.
o غرامة ألفيْ جنيه لأي زوجة تخنصر من مصروف البيت الذي استأمنها عليه زوجها الغلبان وإنذارها ببتر إصبعيْ الخنصر والبنصر حال تكرار تلك المخالفة مع الإبقاء على الوسطى لاستعماله أثناء احتدام المشاجرات الزوجيّة حفاظاً على ثوابت وقيم المجتمع.