في بلدي لا احترامَ للفقير
نحبُ البلادَ
ولكن فينا مَن يُعاديها
فينا مَن بكلِّ القُبحِ يؤذيها
فينا مَن ينهشُ لحمَها
ينخرُ عظمَها
كأنما يريدُ تلاشيها
فحبُ الوطن ليس بعملَته
فقط رصيده البنكي كلُ قِبلتِه
أما البلادُ فسُحقاً لها ولكلِ مَن فيها
في بلدي هناك ذلك الفاسد
في اغتصابِ قوتِ الناسِ رائد
والمصيبةُ أنه يدّعي الحِكمة
يوهمُ الناسَ بفكره الراشد
في بلدي هناك ذلك السارق
خارجٌ عن القانونِ مارق
يفعلُ ما بدا له
يحيا وكأنه الخارق
في بلدي هناك شيءٌ جداً خطير
ففي بلدي لا احترامَ للفقير
أن تكونَ إنساناً بسيطاً
معناه أنك أرخصُ من بعير
ففي بلدي عيبٌ أن يُحتَرَمَ الراعي
وجريمةٌ كبرى أن تُساويه بالوزير
في بلدي لا تَساوي في الحقوق
ما تربّينا على العدلِ فهذا عقوق
بل تربّيْنا على تركيعِ الشريف
وإعلاءِ قَدْرِ مَن كان للحكّامِ بوق
في بلدي أُناسٌ يقتلونَ فينا الحياة
أناسٌ يريدونَ أن نعيشَ في سُبات
كأنما خُلِقنا فقط لطاعتهم
كأنهم مَن نفخَ فينا الذَوات
في بلدي أعداءٌ للبلد
أعداءٌ لكلِ مَن يحبُ البلد
نحن أعداءٌ لهم
لأنّا فقط أوْفياءٌ لترابك يا بلد
لذا نقول سلامٌ على مَن صمَد
سلامٌ على ابنِ البلد
سلامٌ على ذاكَ الولد
سلامٌ بدمِ كلِّ شهيد
على كلِّ مَن لم ينسَ النشيد
على كلِّ مَن لم ينسَ الوتد
سلامٌ لك يا مَن تكدحُ في المصانع
سلامٌ لك يا مَن تكافحُ في المزارع
سلامٌ لكلِّ الجنود
حُرّاسِ الحدود
لا للمرتشين .. فقط الأسود
سلامٌ لكَ يا أيها الراعي
في حُضنِ الجبالِ وراءَ الرِزقِ ساعي
سلامٌ لَكُنَّ نساءَ الجبل
واحدةٌ منكُنَّ بألفِ رجل
سلامٌ لكلِّ مَن يحبُّ البلد
سلامٌ سلامٌ لكَ يا بلد